للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحنث، ذكر ذلك ابن سماعة عن أبي يوسف. وهذا على ما قدمنا أن الواو تفيد الجمع فيقتضي وجود الفعلين من غير ترتيب، والفاء تقتضي التعقيب، فلا بد من تأخر الفعل الثاني عن الأول.

وقد ذكر ابن سماعة عن محمد في هذا زيادة تفصيل فقال في رجل قال لامرأته: إن دخلت دار فلان فدخلت هذه الدار فأنت طالق، ولم تدخلها ثم طلّقها، فدخلت دار فلان ثم تزوجها، فدخلت الدار الثانية: لم تطلق؛ لأنه إنما صار حالفًا حيث دخلت الدار الأولى، فصار حالفًا يومئذ بطلاق امرأة لا يملكها، فلا تطلق إذا دخلت الدار الثانية وهي امرأته، فكأنه جعل دخول دار فلان شرط اليمين، وجعل ما بعد الفاء جواب الشرط [الأول] (١) وعقدها بالفعل فاعتبر الأول] وجود [الملك] (٢) عنده.

وقد ذكر أبو يوسف في مسألة أخرى مثل هذا فقال: إذا قال لامرأتين له: إذا غشيتُ هذه [فغشيتُ] (٣) هذه الأخرى فعبدي حر، فليس الحلف على الأولى إنما ينعقد عليه اليمين في الثانية إذا غشي الأولى، ويكون موليًا من الثانية إذا غشي الأولى، والفاء في هذا الموضع لا تشبه الواو، فدلَّ على أنه جعل غشيان الأولى شرطًا لانعقاده اليمين.

٢١٩٢ - فَصْل: [اعطف حرف الشرط أو الفعل جميعا]

فإن عطف حرف الشرط أو الفعل جميعًا، فقال: أنت طالق إن دخلت هذه


(١) الزيادة من أ.
(٢) في ب (الفعل)، والمثبت من أ.
(٣) في ب (فإذا غشيت)، والمثبت من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>