للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طريق التواضع الله تعالى.

٢١٧٤ - فَصْل: [اليمين الغموس والمنعقدة تؤخذ في القسم]

واليمين الغموس والمنعقدة تؤخذ في القسم وغيره؛ لأنه إذا حلف بطلاق أو عتاق وهو يعلم أنه كاذب وقع ما حلف به، وكذلك اليمين المنعقدة تؤخذ في القبيلين، فأما يمين اللغو فإنها تختص بالقسم.

قال ابن رستم عن محمد: ولا يكون اللغو إلا في اليمين بالله، ومعنى ذلك: أنه إذا حلف بطلاق أو عتاق على أمر ماض وهو يظن أنه صادق وهو كاذب، وقع الطلاق والعتاق، وكذلك إذا حلف لزمه ذلك، وقد عبر أبو الحسن عن ذلك فقال: ما كان المحلوف به هو الذي يلزمه بالحنث فلا لغو فيه؛ وذلك لأن من حلف بالله تعالى على أمر يظن على أنه ما حلف عليه، وليس كذلك لغو المحلوف عليه (١) وبقي قوله: امرأته طالق أو عبده حر، أو عليه الحج، ومن قال ذلك لزمه.

٢١٧٥ - فصل: [اليمين ماضٍ ومستقبل]

فأما التقسيم الذي اختاره أبو الحسن وهو أن اليمين على ضربين: ماض ومستقبل، فليس يعم سائر الأيمان، وتقسيم محمد أعم منه؛ لأنا قد بَيَّنَّا أن الغموس واللغو يكون على الحال والماضي، وما ذكره من التقسيم لا يدخل في الحال (٢).


(١) في: (أ) (وبقي، والله، فلا يلزمه شيء. فأما اليمين بغير الله فيلغو المحلوف عليه).
(٢) انظر: الأصل ٢/ ٢٧٥ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>