للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يدخل [هذه الدار اليوم، فإن لم يدخلها اليوم دخل هذه] (١)، قال محمد: ليس هذه بالاستثناء واليمين على حالها، ولا أبالي وَصْل هذا الكلام أو فَصْله (٢)، فإن لم يدخل الدار الأولى اليوم حنث؛ وذلك لأن قوله فإن لم يدخلها ليس بلفظ تخيير، فبقيت اليمين الأولى بحالها.

٢٢٠٦ - فَصْل: في الشروط تكون على الفور أو يتأخر

قال ابن سماعة: سمعت محمدًا يقول في رجل قال: إن ضربتني ولم أضربك وما أشبه ذلك فهذا على الفور، قال: وقوله: (ولم) [يكون] على وجهين: على قبل وعلى بعد، فإذا كانت على بعد فهو على الفور، فلو قال: إن كلمتني ولم أجبك فهذا على بعد، وهو على الفور، فإن قال: إن ضربتني ولم أضربك، فهو عندنا على أن يضرب الحالف قبل أن يضرب المحلوف عليه، فإن أراد به بعد ونوى ذلك، فهو على الفور.

وجملة هذا: أن هذه اللفظة قد تدخل على الفعل الماضي [و] على المستقبل، ويتميز ذلك بمعاني كلام الناس ومقاصدهم، فإذا كان اللفظ محتملًا عملت فيه النية، فإذا قال: إن ضربتني ولم أضربك، فالظاهر عند محمد: أنه للماضي، فكأنه قال: إن ضربتني بغير مجازاة ويحتمل المستقبل، فإذا نواه حمل عليه، وأما قوله: إن كلمتني ولم أجبك، فهذا على المستقبل؛ لأن الجواب لا يصح إلا (٣) بتقدم الكلام، فأما الفور الذي ذكره فقد اعتبروا فيه العادة [أيضًا]،


(١) ما بين المعقوفتين ساقطة من ب، والمثبت من أ.
(٢) في أ (أو لم يصله).
(٣) في أ (أن يتقدم).

<<  <  ج: ص:  >  >>