للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى هذا لو عطف بثُمَّ، فقال: أنت طالق إن دخلت هذه الدار ثُمَّ هذه الدار؛ لأن ثُمّ ترتب كالفاء إلا أنهما تختلفان في أن الفاء تفيد التعقيب وثُمّ للتراخي، وقد استوتا في العطف والترتيب.

قال: فإن قال: أنتِ طالق إن دخلت هذه الدار أو هذه الدار، أو قال: إن دخلتِ هذه الدار أو هذه الدار فأنتِ طالق، أو قال: إن دخلت هذه الدار فأنت طالق أو دخلت هذه الدار، فذلك كله سواء وأي الدارين دخلت طلقت؛ لأن (أو) يقتضي التخيير، فصار كل فعل على حاله شرطًا في الطلاق، فأيهما وجد وقع، قال: والحروف [الستة] كلها في هذا المعنى سواء؛ وذلك لأنها موضوعة للشرط، فأفاد كل واحد منها ما يفيد الآخر (١).

٢١٩١ - فَصْل: [إعادة حرف العَطف مع الفعل في الشرط والجزاء]

ومما يضاف إلى هذا الباب: إذا أعاد حرف العطف مع الفعل فقال: إن دخلتِ هذه الدار ودخلت هذه الدار، أو إذا دخلت هذه الدار ودخلت هذه، أو دخلت هذه ودخلت هذه، أو متى ما، أو إذا ما، فهو سواء، والشرط دخول الدارين؛ وذلك لما ذكرنا أن الواو للجمع، فاقتضى جمع الشرطين، فلا فرق بين إعادة الفعل أو تركه؛ لأنه هو المراد في الحالين.

فإن كَرَّر الفعل بالفاء فقال: إن دخلت هذه الدار فدخلت هذه الدار الأخرى فأنت طالق، فإن أبا يوسف فرق بين الفاء في هذا الوجه وبين الواو: فجعل اليمين في الواو متعلقة بالفعلين، لا يبالي بأيهما بدأ، وجعل الفاء لا يقع الحنث حتى يكون الفاء خبرًا، فإن دخلت الدار الثانية قبل الأولى ثم دخلت الأولى لم


(١) انظر: الجامع الكبير ص ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>