رأيته مذ حين، فكان أحدهما كالآخر، فإذا أدخل عليه الألف واللام صار عبارة عن جميع الزمان.
٢٢٤٦ - فَصْل:[الحلف في وقت مبهم]
قال أبو يوسف: قال أبو حنيفة: إذا قال يوم أدخل هذه الدار فعليّ كذا، ولا نية له في ليل ولا نهار، فإن دخلها ليلًا أو نهارًا حنث؛ وذلك لأن اليوم إذا أضيف إلى الفعل تناول وقتًا مبهمًا قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾ [الأنفال: ١٦] ولم يرد به النهار دون الليل.
قال: فإن نوى النهار دُيّن في القضاء، وقال بشر عن أبي يوسف: لا أدينه، وروي محمد عنه: أنه يدينه.
لنا: أن حقيقة اليوم عبارة عن بياض النهار، ومن نوى حقيقة كلامه صدق.
لأبي يوسف: أن اللفظ في الظاهر للوقت، فإذا نوى غير الظاهر لم يصدق في القضاء، وقد قالوا فيمن قال: ليلة يقدم فلان فأنت طالق، فقدم [فلان] نهارًا لم تطلق؛ لأن الليلة لم تستعمل في الوقت المبهم فتحمل على سواد الليل خاصة، وإنما استعملوا الليالي إذا ذكرت على طريق الجمع في الوقت المبهم، فقالوا:
لَيَالِيَ لاقينا جُذَامَ وَحِمْيَرًا (١)
٢٢٤٧ - فَصْل:[فيمن قال: لا يكلمه الجمعة]
قال محمد في الجامع الكبير: إذا قال: والله لا أكلِّمك الجمعة، فله أن
(١) البيت لزفر بن الحارث الكلابي، شرح التصريح، لخالد الأزهري، ١/ ٢٤٩.