للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاب (لو) إذا جعلت شرطًا

قال ابن سماعة: سمعت أبا يوسف قال: لو قال [رجل لامرأته]: أنت طالق لو دخلت الدار، لم تطلق، هذا بمنزلة قوله إن دخلت [الدار]، فكل شيء لا يقع فيه الطلاق بقوله إن دخلت الدار وإذا دخلت الدار، فإنه لا يقع فيه الطلاق إذا كان مكان (إنْ) (لو)، بمنزلة إنْ، وإذا، ومتى.

والأصل في ذلك: أن لفظة (لو) تذكر (الترقب) (١) الشيء في المستقبل عند وجود ما دخل عليه حرف (لو)، وهذا معنى الشرط؛ فلذلك [وقف] (٢) الطلاق على دخول الدار وهذا ليس بشرط في الحقيقة، وإنما وقف الطلاق على الدخول لما في اللفظ من معنى [الترقب] (٣)، وقوله (لو) بمنزلة (إن)، لا يريد بذلك أنها شرط، وإنما يريد [به] أنها كهي في أن الطلاق لا يقع قبل الدخول.

ولو قال لامرأته: أنت طالق لو حسن خلقك سوف أراجعك، فإن الطلاق يقع الساعة؛ وذلك لأن (لو) إنما أدخلت على ترقب الرجعة، فوقع الطلاق في الحال، كما لو قال أنت طالق إن حسن خلقك راجعتك، وكذلك لو قال أنت طالق لو قدم أبوك راجعتك [وإذا قدم راجعتك، كما لو قال: أنت طالق إن دخلت الدار راجعتك] وليس هذا بيمين، وإنما هذه عدة وخبر ومعانيه في بعضه.


(١) في أ (لوقت).
(٢) في ب (وقع)، والمثبت من أ.
(٣) في ب (التقيت)، والمثبت من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>