للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٢ - [فَصْل: ما يقول الإمام والمؤتم في حال الرفع من الركوع]

وأما قوله: (سمع الله لمن حمده) فعند أبي حنيفة: الإمام يقولها ويقول المؤتم: ربنا لك الحمد، ولا يشارك أحدهما الآخر، وقال أبو يوسف ومحمد: يقول الإمام سمع الله لمن حمده، ثم يقول في نفسه: ربنا لك الحمد، وهو رواية الحسن عن أبي حنيفة، [وروى معلى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة:] ويقتصر المؤتم على قوله ربنا لك الحمد.

وروى معلى عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة: في المنفرد يقول سمع الله لمن حمده لا يزيد عليها، وكذلك روى علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة، وروى الحسن عن أبي حنيفة: أن المنفرد يجمع بينهما، وقال يعقوب: إن قال [المصلي] (١) وحده الأمرين فحسن، وإن اكتفى بقوله سمع الله لمن حمده أجزأه.

وقال الشافعي: يجمع الإمام والمؤتم بينهما (٢).

لنا: ما روى أنس أن النبي قال: "إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه، فإذا كبّر فكبّروا، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد" (٣)، وإفراد كل واحد منهما بذكر يقتضي التفريق بينهما، وكذلك رواه أبو هريرة وأبو موسى؛ ولأنه علامة للرفع، فلا يجمع فيه بين ذكرين، كالتكبير؛ ولأن أحد الذكرين جعل مقابلة للذكر الآخر، كتشميت العاطس في مقابلة حمده، وأما أخبارهم فمضطربة.


(١) في أ (المؤتم) والمثبت من ب، والسياق يدل عليه.
(٢) انظر: المزني ص ١٤.
(٣) أخرجه البخاري (٧٠٠) في أبواب مختلفة؛ ومسلم (٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>