للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاب ما يكونُ الكافرُ به مسلمًا إذا قاله

قال أيده الله: جملة هذا الباب أنّ الكفار على ضربين منهم من يجحد الباري ، كَعَبَدَةِ الأوثان، ومنهم من يثبت الباري ويشرك بينه وبين غيره كالثَّنِوِية (١)، فهؤلاء إذا قالوا: لا إله إلا الله، كان ذلك إسلامًا، وكذلك إذا قالوا: نشهد أنّ محمدًا رسول الله؛ لأنّهم يمتنعون في دينهم عن كلّ واحدةٍ من الشهادتين، فإذا أتوا بها دلّ على انتقالهم عمّا كانوا عليه، وكذلك إن قالوا: قد أسلمنا، ونحن مسلمون.

وأمّا من قال من الكفار بالتوحيد وجحد الرسالة، فإنّه لا يكون مسلمًا بقول: لا إله إلا الله؛ لأنّه لم ينتقل عمّا كان عليه، فإن قال: أشهد أنّ محمدًا رسول الله كان مسلمًا.

وأمّا من كان من أهل الكتاب فيما بيّنا، إذا قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله و [نشهد] أنّ محمدًا رسول الله، لم يكونوا بذلك مسلمين، حتى يتبرؤوا من الدين الذي كانوا عليه؛ لأنّ منهم من يقول: إنّ محمدًا رسولَ الله رسولٌ [إلى] العرب


(١) الثَّنَوِيّة: مذهب ديني فلسفي قديم، يمثل أحد أطوار الديانة المجوسية، شاع في بلاد فارس قبل النصرانية، وبعدها وانتسبت إليه فِرَق تحمل أسماء أصحابها ومن أقدمها: الزرادشتية، والديصانية، والمانوية، والمزركية.
ويقوم مذهب الثنوية على أساس: أن العالم مركب من أصلين قديمين أزليين وممتزجين، هما: النور والظلمة، ويختلفان في الجوهر والطبع والصفات والفعل. انظر: الموسوعة الميسّرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، ٢/ ١٠٣٢ (دار الندوة العالمية).

<<  <  ج: ص:  >  >>