للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَاب معرفة شروط الأيمان

قال أبو الحسن: شروط الأيمان التي تتعلق بالأفعال ستة: إن، وإذا، وإذا، ما، ومتى، ومتى ما، وكل، وكلما، وهي تتعلق بالأفعال المستقبلة، أو بترك الأفعال المستقبلة، ولا تتعلق بالماضي من الأفعال ولا بالأسماء.

[قال الشيخ] (١) والأصل في هذا أن أهل اللغة قالوا: الشروط: (إن) وما سواها داخل عليها؛ لأنه ليس فيها معنى الوقت [فهو شرط محض، وما سواها فيه معنى الوقت] (٢) والدليل على أنها شرط: أن الأفعال تليها، والشروط إنما تكون شرطًا للفعل، ألا ترى أنه مأخوذ من العلامة، فكأنه جعل علامة لتعلق الحنث بالفعل، فأما اختصاصها بالأفعال المستقبلة، فلأن الشروط ما جاز أن يوجد وما جاز أن لا يوجد، وهذا المعنى لا يكون في الماضي وإنما يكون في المستقبل، وإنما اختصت الشروط بالأفعال دون الأسماء؛ لأن الأفعال هي التي يجوز أن يعقد عليها، فيتعلق الجزاء بوجودها أو بنفيها، والاسم لا يجوز أن يتعلق الجزاء به، فلم يكن متعلقًا بالشروط، ولهذا قالوا: إن (كل) ليست شرطًا في الحقيقة؛ لأن الاسم يليها ولا يليها الفعل، إلا أنها في معنى الشرط فيما عاد ذكره من الأفعال على الأسماء التي وقعت عليها (كل)، فيكون ذلك الفعل بمعنى الشرط، وهذا كقول الرجل: كل امرأة أتزوجها أو كل عبد أشتريه، فيكون ذلك


(١) الزيادة من أ.
(٢) الزيادة من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>