للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بَابْ: الدفن

قال الشيخ أبو الحسن رحمه الله تعالى: الأصل في وجوب الدفن: قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ [المرسلات: ٢٥ - ٢٦]، ودفنت الملائكة آدم وقالوا لولده: "هذه سنة موتاكم يا بني آدم" (١)، ودُفِنَ النبي ، ودُفِنَ الناس، فدَلَّ على أن هذا هو السنة.

قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: وإذا انتهى بالميت إلى القبر، فلا يضر وترٌ دخَل به القبرَ أو شفعٌ؛ وذلك لأن نزول القبر إنما يحتاج إليه لأجل الميت، فوجب أن يعتبر من يحتاج إليه في ذلك.

قال: فإذا وضع في القبر، قال واضعه: بسم الله، وعلى ملة رسول الله، ويوضع على شقه الأيمن، ويوجه إلى القبلة، ويستقبل به القبلة عند إدخاله في القبر؛ وذلك لما روى زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي قال: "مات رجل من بني عبد المطلب، فشهد رسول الله جنازته، وقال: "يا عليّ، استقبل به القبلة استقبالًا، وقولوا جميعًا: بسم الله، وعلى ملة رسول الله (٢)، وضعوه لجنبه ولا تكبّوه لوجهه، ولا تلقوه لظهره".


(١) أورده السرخسي في المبسوط ٢/ ٤٩؛ والسمرقندي في تحفة الفقهاء ١/ ٢٤٠.
(٢) إلى هنا أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه من حديث ابن عمر ١/ ٥٢٠؛ وابن حبان في صحيحه ٧/ ٣٧٥؛ وابن ماجه (١٥٠)؛ وابن أبي شيبة من قول عليّ ٦/ ١٠٧؛ انظر: مجمع الزوائد ٣/ ٤٤؛ وذكره بكامله الكاساني في البدائع ١/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>