للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ركعت، فلما نزل قوله: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ [الواقعة: ٩٦]، قال: اجعلوها في ركوعكم".

وهذا بيان للتاريخ؛ ولأن القول أولى من الفعل بالإجماع.

٣٥٦ - فَصْل: [تقدير عدد التسبيحات في الركوع والسجود]

وأما تقديره بالثلاث فقد روى الحسن عن أبي حنيفة قال: وينبغي له أن يمكث راكعًا قدر ثلاث تسبيحات، وروى أبو يوسف عن أبي حنيفة: وأدنى ذلك ثلاث مرات، وإن زاد فحسن ما لم يبلغ التثقيل على القوم.

وقال الثوري: يستحب للإمام أن يقولها خمسًا في الركوع والسجود حتى يدرك الذي خلفه ثلاث تسبيحات.

وحكى القاسم عن مالك: أنه أنكر سبحان ربي العظيم، وقال: لا أعرفه، ولم [يُثْبِت فيه] دعاءً مؤقتًا (١).

[لنا: ما رواه يزيد الرقاشي عن أنس: أن رسول الله كان إذا ركع يقول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، وإذا سجد قال: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات] (٢)، وروى عون بن عبد الله عن ابن مسعود قال: قال رسول الله : "إذا ركع أحدكم وقال سبحان ربي العظيم ثلاثًا فقد تم ركوعه، وذلك أدناه، وإذا سجد وقال سبحان ربي الأعلى ثلاثًا فقد تم سجوده، وذلك أدناه" (٣)، [وعن


(١) وهذا ما حكاه في المدونة: "وقال مالك في الركوع والسجود: إذا أمكن يديه من ركبتيه وإن لم يسبح، فذلك مجزئ عنه، وكان لا يوقت تسبيحًا". المدونة الكبرى ١/ ٧٢ (دار الفكر).
(٢) في الأصل (قلنا جميع ما روينا) والمثبت من (ب).
(٣) أخرجه البيهقي في الكبرى ٢/ ٨٦ وقال: "هذا مرسلٌ، عون بن عبد الله … "؛ الترمذي (٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>