للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ذلك] في المقصود به.

٢٧٥ - [فَصْل: وضع المؤذن في الأذان]

وأما الصفة التي ينبغي أن يكون المؤذن عليها: فيستقبل القبلة بأذانه حتى إذا انتهى إلى الصلاة والفلاح حوّل وجهه يمينًا وشمالًا، ولم يحول قدميه، وإن كان في صومعته، فأراد أن يخرج رأسه من نواحيها، لم يضره أن يحوّل قدميه منها.

قال ابن شجاع: قال الحسن عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: ولا بأس بأن يدور في صومعته في قوله: [حَيّ على الصلاة]، حَيّ على الفلاح يَمْنَةً ويَسْرَةً، ولا يستدبر القبلة.

وروى ابن أبي مالك عن أبي يوسف عن أبي حنيفة قال: إذا كان المؤذن في صومعته، فكان لا يمكنه أن يدور إلى الكواء يمنة ويسرة إلا أن يدور ببدنه في قوله حي على الصلاة حي على الفلاح، ويدير قدميه فلا بأس.

والأصل في استقبال القبلة في الأذان: ما روي في حديث عبد الله بن زيد أنه قال: "رأيت رجلًا على جذم (١) من أجذم المدينة، عليه ثوبان أخضران مستقبل القبلة يقول: الله أكبر الله أكبر" (٢)؛ ولأنه فعل المسلمين من لدن النبي إلى يومنا هذا.

وأما الاستدارة فلخبر أبي جحيفة: أن بلالًا أذّن لرسول الله بالأبطح فجعل يستدير (٣).


(١) "الجِذْمُ - هنا - الأصل، أراد بقية حائط، أو قِطعة من حائط". النهاية في غريب الحديث (جذم).
(٢) أخرجه الشاشي في مسنده ٣/ ٣٨.
(٣) أخرجه أبو يعلى في مسنده (٨٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>