وأما التاء فلقوله تعالى: ﴿تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾ [النحل: ٦٣] ﴿وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ﴾ [الأنبياء: ٥٧].
فأما إذا قال: آلله، فهو يمين؛ لما روي: (أن ركانة طلق امرأته البتة، فقال له رسول الله ﷺ: (آلله ما أردت إلا واحدة) (١)، ولأن العرب تحذف بعض الكلمة على طريق التخفيف، ألا ترى إلى قول الشاعر:
قلت لها قفي … قالت قاف (٢)
وإنما أرادت به: وقفت، فقوله: آلله، المراد به: والله، وأما قوله: لله، فلم يذكر في الكتاب، ويجب أن يكون يمينًا؛ لأن اللام تقوم مقام الباء، قال الله تعالى: ﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ [طه: ٧١، الشعراء: ٤٩]، وقال في الآية الأخرى: ﴿آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ [الأعراف: ١٢٣] يثبت بعده، فصار كقوله بالله.
٢١٧٧ - فَصْل: [الحلف بأسماء الله تعالى التي لا يشاركه فيها غيره]
قال وكذلك إن قال: (وربي، أو ورب العرش، أو رب العالمين؛ لأن هذا من أسماء الله تعالى، لا يشاركه فيها [غيره] فيكون بها حالفًا.
قال وكذلك: أيم الله، وقال محمد: وأيمُن الله؛ لأن العرب تحلف
= في الكبرى ١٠/ ٤٧؛ رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى أيضا" كما في مجمع الزوائد ٤/ ١٨٢ من حديث ابن عباس ﵄.
(١) أخرجه الطيالسي في مسنده ١/ ١٦٤؛ والنووي في شرح مسلم ١٠/ ٧١؛ والعقيلي في الضعفاء ٢/ ٢٨٢.
(٢) انظر: تهذيب الأسماء للنووي ٣/ ٢٨٦.