للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى هشام عن محمد: في طلاق الشيطان أنه رجعي؛ لأن ذلك يفيد ما تفيده البدعة، فأما الكنايات فهي كلها بوائن، إلا ثلاث كنايات وهي: اعتدي، واستبرئي رحمك، وأنت واحدة؛ وقال الشافعي: كلها رجعية (١).

لنا: أنه أوقع ما يملكه فوجب أن يقع بإيقاعه كالثلاث، ولأنه أحد نوعي البينونة، فجاز أن يقع بقوله: أنت بائن كالثلاث.

١٦٢٠ - [فَصْل: وقوع الطلاق بالكنايات]

ومن حكم الكنايات أن لا يقع الطلاق بمجردها؛ وذلك لأنها ألفاظ محتملة للطلاق ولغيره، فلا تنصرف إلى أحد المحتملين إلا بدليل، فإن نوى الطلاق وقع في جميعها؛ لأن النية تصرف الكلام من وجه إلى وجه إذا كان محتملًا للوجهين، الدليل عليه: ما روي أن ركانة [بن عبد يزيد] (٢) طلق امرأته البتة، فاستحلفه رسول الله (ما أردتَ إلا واحدة)!، ورجع إلى نيته؛ لأن البتة يحتمل الثلاث والواحدة.

١٦٢١ - [فَصْل: تأثير دلالة الحال في وقوع الطلاق بالكنايات]

ودلالة الحال تؤثر في الكنايات عندنا، وقال الشافعي: لا تؤثر.

لنا: أنّ الكلام الواحد يستعمل في المدح والذم ولا يفصل بينهما


(١) وقال الشافعي: جميع ذلك يفتقر إلى النية مطلقًا. انظر: مختصر المزني ص ١٩٢؛ المهذب ٤/ ٢٩٤؛ المنهاج ص ٤١٤؛ رحمة الأمة ص ٤١٥.
(٢) في أ (يزيد ابن ركانة)، والمثبت من رواية الطيالسي.
روى الطيالسي حديث ركانة، وفيه: (سأله النبي بقوله (الله ما أردت إلا واحدة) ثلاثًا. مسند الطيالسي ١/ ١٦٤.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء ٢/ ٢٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>