للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدار، أو قال: وإن دخلت هذه الدار، أو قال: إن دخلت هذه الدار فأنت طالق وإن دخلت هذه الدار، فإن أبا يوسف ومحمدًا قالا: أي الدارين دخلت طلقت وسقطت اليمين، ولا تطلق بدخول الأخرى شيئًا؛ لأنه لما استأنف حرف الشرط مع الفعل، صار ذلك يمينًا أضمر فيها الجزاء، فكأنه قال: إن دخلت هذه الدار فأنت طالق.

٢١٩٣ - فَصْل: [تأخير الطلاق والجمع بين الشرطين]

فإن أخر الطلاق وجمع بين الشرطين فقال: إن دخلت هذه الدار وإن دخلت هذه الدار فأنت طالق، فإنها لا تطلق حتى تدخل الدارين جميعًا وهو قول محمد رواه عنه ابن سماعة وقاله في الجامع الكبير (١)، وهو إحدى الروايتين عن أبي يوسف، وروى ابن سماعة عن أبي يوسف: أنه سَوَّى بين ذلك فقال: أي الدارين دخلت طلقت.

وجه قول محمد: أنه لما عطف الشرط على الشرط قبل الجزاء، دل على أنها يمين واحدة، ألا ترى أن الكلام الأول لم يتم، فكأنه عطف الفعل على الفعل من غير حرف شرط، وليس كذلك الفصل الأول؛ لأن اليمين تمت بذكر الجزاء، [فلما استأنف] (٢) حرف الشرط مع الفعل دَلَّ على أنه كلام مبتدأ.

وجه قول أبي يوسف: أن تقديم الشرط وتأخيره عن الجزاء سواء، فكما لو ذكر الجزاء ثم ذكر دخول الدار الثانية تعلق الجزاء بكل واحد منهما على الانفراد، كذا إذا قدمهما.


(١) انظر: الجامع الكبير، لمحمد بن الحسن، ص ٣٦ (دار إحياء التراث العربي).
(٢) في ب (فلا تستأنف)، والمثبت من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>