فأما فصل محمد بين [ما إذا](١) ذكر حرف العطف أو لم يذكر في أنه يديّن فيما بينه وبين الله تعالى؛ فلأنه إذا لم يذكر حرف عطف فيجوز أن يكون أضمر حرف الجزاء، فإذا عطف فهو استئناف للكلام، فلا يتعلق بما تقدم.
وذكر ابن سماعة عن محمد في نوادره فيمن قال: إن شاء الله أنت طالق، أو قال لعبده إن شاء الله أنت حر، قال: هذا كلام منقطع فيعتق وتطلق في القضاء.
قال محمد [رُوي] عن أبي يوسف أنه قال: إذا قال إن شاء الله أنت طالق، وإن شاء الله فأنت طالق، أو وأنت طالق، فهو مستثنى في هذا على ما قدمنا من الخلاف.
فأما إذا قال: فأنت أو وأنت، فقد عطف [الطلاق] على المشيئة فيتعلق به في قول أبي يوسف ومحمد.
قال محمد: إذا قال: إن شاء الله فأنت طالق، فهو مستثنى؛ لأن الفاء ما بعدها بما قبلها، قال أبو يوسف: وإن قدر الطلاق فقال: أنت طالق وإن شاء الله، أو أنت طالق فإن شاء الله، لم يكن مستثنى؛ لأنه أوقع الطلاق وعطف عليه المشيئة، ومن حكم الطلاق أن يتعلق بها والعطف غير المعطوف عليه.
٢٢٠٠ - فَصْل:[ما تقتضي حرف الواو من العطف والجمع]
قال بشر: سمعت أبا يوسف قال: فيمن قال لامرأته إن دخلت هذه الدار وخرجت منها فأنت طالق، فاحتملها إنسان وهي كارهة، فأدخلها ثم خرجت من قِبَلِ نفسها ثم دخلتها ولم تخرج منها؛ فإن الطلاق يقع عليها؛ وذلك لأن الواو