للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢١٧٦ - فَصْل: [ألفاظ القَسَم]

وألفاظ القسم الأصل فيها: الباء، ثم الواو، ثم التاء (١)؛ وذلك لأن الباء تكون في اسم الله تعالى وفي غيره وفي المضمر والمظهر (٢)، والواو أخص منها (٣) (٤)؛ (لأنه يكون في المظهر دون المضمر، إلا أنها تختص بأسماء الله تعالى) (٥)، والتاء أخص منها؛ لأنها لا توجد إلا في اسم الله تعالى (٦).

وإنما قلنا: إن الحلف بلفظ الباء ينعقد؛ لقوله تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا﴾ [التوبة: ٧٤] وأما الواو: فلقوله : (والله لأغزونَّ قريشًا) (٧).


(١) هذه الحروف الثلاثة، تستعمل في القسم، وإن لم توضع له في أصل الوضع؛ لأنها تستعمل غيره أيضًا. انظر: كشف الأسرار عن أصول البزدوي.
(٢) الباء للإلصاق في أصل الوضع، فإنهم لما احتاجوا إلى إلصاق فعل الحلف بما يقسمون به، استعملوها منه استعمالهم في قولهم: كتبت بالقلم، إلا أنهم حذفوا الفعل لكثرة القسم في كلامهم اكتفاءً بدلالة الباء عليه، كما حذفوا في بسم الله، فقالوا: بالله لأفعلن؛ مريدين: أحلف بالله، أو أقسم به، فكانت الباء دالة على فعل محذوف. انظر: أصول السرخسي ١/ ٢٢٧ (دار المعرفة)؛ كشف الأسرار عن أصول البزدوي ٢/ ١٨٤.
(٣) في: (أ): لأنها لا توجد إلا في اسم الله تعالى.
(٤) والواو استعريت في القسم بدلًا من الباء؛ للمناسبة بينهما صورةً ومعنًى، وإنما استعير للباء توسعة لصلات القسم؛ إذ الحاجة دعت إلى الاستعارة في باب القسم؛ لكثرة دوره على الألسنة. انظر: كشف الأسرار على البزدوي ٢/ ١٨٤.
(٥) ما بين القوسين ساقطة من أ.
(٦) والتاء تستعمل في صلة القسم، وهذا لما بين التاء والواو من المناسبة، فإنهما من حروف الزوائد في كلام العرب، يقام أحدهما مقام الآخر، والتاء أخصّ من الواو؛ إذ تختص باسم الله، فجاز (تا الله)، ولم يجز (تالرحيم). انظر: أصول السرخسي ١/ ٢٣٠ (دار المعرفة)؛ كشف الأسرار ٢/ ١٨٤.
(٧) أخرجه أبو داود (٣٢٨٥، ٣٢٨٦) في باب (الاستثناء في اليمين بعد السكوت)؛ والبيهقي=

<<  <  ج: ص:  >  >>