للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: فإن قال: إن أتيتني فلم آتك فهو على وجهين: قد يكون إن لم آتك قبل إتيانك، وقد يكون بعد [إتيانك]، وقد يجيء من ذلك أمر بيّن يعرف أنه قبل، وأمر بيّن يعرف أنه بعد، وحال مشتبهة تحتمل الأمرين، فإن كان في ذلك معاني كلام الناس فهو على [معظم] (١) ذلك، فإن لم يكن في ذلك معنى يستدل به فهو على ما نوى، وهو على قبل وبعد، أي ذلك فعل إن لم يكن له نية أجزأ هذا في المشتبه الذي لا يعرف فيه معنى، فأما الذي يعرف أنه قبل، أو أنه بعد، فهو على [الذي] يعرف في القضاء، وفيما بينه وبين الله تعالى إذا لم تكن له [نية، فإن نوى خلاف ما يعرف، لم يدُيَّن في الحكم، وديّن فيما بينه وبين الله تعالى] وفسّرنا الظاهر منه قبل كقوله: إن خرجت من باب الدار ولم أضربك، وما ظاهره بعد كقوله: إن أعطيتني كذا ولم أكافئك بمثله، والمحتمل إذا قال: إن كلمتُك ولم تكلمني، فهذا يحتمل أن يكون قبل وبعد، فأيهما فعل ولم يكن للحالف نية برَّ، وإن نوى أحد الفعلين فهو على ما نوى، وإن كان قبل ذلك [فنطق]، فكان هذا جوابًا له فهو على الجواب (٢).

٢٢٠٧ - فَصْل: [العطف على الشرط بأو]

وإن عطف على الشرط بـ (أو) فقال: عبده حر إن دخل هذه الدار أو هذه، فأيّ الدارين دخل عتق عبده.

وكذلك لو أخر الجزاء (٣) فقال: إن دخلتُ هذه الدار أو هذه الدار فعبدي


(١) في النسختين (عظم)، والمثبت بحسب السياق.
(٢) انظر: بدائع الصنائع، ٣/ ١٤، ١٥.
(٣) في أ (الجواب).

<<  <  ج: ص:  >  >>