للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[[٥١] كتاب الأيمان]

قال الشيخ : اليمين في اللغة مشتقة من القوة، قال الشاعر:

إذا [ما] رايةٌ رُفِعت [لمجدٍ] … تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمِينِ (١)

فلما كانوا يتوثقون بالأيمان سموا التوثيق يمينًا، وقيل: إنها مأخوذة من اليمين التي هي الجارحة؛ لأنهم كانوا يعاهدون بدفع أيمانهم فاشتقت اليمين من ذلك، واليمين على ضربين: يمين (مخاصم) (٢) وهي مأخوذة لتعظيم المقسم به، وذلك لا يكون إلا باليمين بالله تعالى؛ لأن هذا التعظيم يجري مجرى العبادة، والقَسَم: هو اليمين التي تعرفها العرب وإن كانوا لا يخصونها بالله تعالى.

والضرب الثاني: الشرط والجزاء، إذا قصد منها الامتناع عن فعل شيءٍ، أو الحث على فعله، ولم تجر عادة من أهل الشرع بخلاف ذلك، وهذا اليمين لا يعرفها أهل اللغة إنما صارت يمينًا بعرف أهل الشرع، ألا ترى أنهم يقولون: حلف بطلاق امرأته، وحلف بعتق عبده، وإنما لحقت إحدى اليمينين بالأخرى؛ لأن اليمين الأولى جملة من مبتدأ وخبر وهذه جملة من شرط وجزاء، والكلام في اللغة ينقسم إلى هذين الجملتين، فألحقوا إحداهما بالأخرى (٣).


(١) من قول الحطيئة، كما في الصحاح للجوهري (يمين)، وقوله: (باليمين)، أي: بالقوّة.
(٢) ما بين القوسين ساقطة من أ.
(٣) كما "أن القسم جملة إنشائية يؤكد بها جملة أخرى، ولهذا لم يجز السكوت عليه، فلا تقول: أحلف بالله، وتسكت، بل يجب أن تأتي بالمقسم عليه، فتقول: أحلف بالله لأفعلنّ؛ لأنك=

<<  <  ج: ص:  >  >>