للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[وأمّا قوله] (١): "وإذا سألوكم ذمّة الله وذمّة رسوله فلا تعطوهم ذمّة الله ولا ذمّة رسوله، ولكن أعطوهم ذممكم، [وذمم آبائكم، ثم فوا لهم"؛ [وذلك أنّ المسلمين قد يضطرون إلى ترك الوفاء ويتفق ذلك لهم، فإذا أعطوهم ذممهم] فالغدر حرامٌ، لكن الغدر بذمّة الإنسان أيسر من الغدر بذمّة الله تعالى، فأمرهم بالوفاء، ثم أمرهم أن لا يعطوا ذمّته احترازًا من الغدر بذمته.

وذكر بعد هذا حديث زيد بن عليٍّ، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب ، قال: كان النبيّ إذا بعث جيشًا من المسلمين، قال: "انطلقوا باسم الله [وفي سبيله] وعلى ملة رسول الله، لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، وادعوا القوم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، فإن أجابوكم فإخوانكم، وإن أبوا فناصبوهم حربًا واستعينوا بالله، ولا تقتلوا وليدًا طفلًا، ولا امرأةً ولا شيخًا كبيرًا، ولا تغوّروا عينًا، ولا تعضدوا شجرًا، إلا شجرًا يضركم، ولا تمثلوا بآدميٍّ ولا بهيمةٍ، ولا تغلوا، ولا تغدروا، وأيّ رجل من أقصاكم أو أدناكم أشار إلى رجل من المشركين فأقبل إليه بإشارته، فله الأمان حتى يسمع كلام الله، فإن قبل فإخوانكم، وإن أبى فردوا إليه مأمنه، واستعينوا بالله ولا تعطوا ذمّة الله ولا ذمّتي، فإن ذمّتي ذمّة الله، والمُخفِر لذمّة الله لاقى الله وهو عليه ساخطٌ، أعطوا القوم ذمّتكم وفُوا لهم" (٢)، وهذا الخبر في معني حديث سليمان بن بردة.

[وقوله: "لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليه"، يريد: حتى تدعوهم؛ لأنّ


(١) في أ (ثم قالوا)، والمثبت من ب.
(٢) رواه البيهقي في الكبرى (٩/ ٩٠)، وقال: (في هذا الإسناد إرسالٌ وضعفٌ، وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى، والله أعلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>