للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال أبو يوسف: يتقي الوجه والفرج والبطن (١) والصدر، ويضرب الرأس والكتفين والذراعين والعضدين والساقين والقدمين؛ وذلك لأن في تفريق الضرب تخفيفًا على المضروب، وإذا جمع في مكانٍ واحدٍ لم يؤمن أن يؤدي إلى التلف، وهذا غير مُستَحقٍّ بالحدّ، ولهذا أمر رسول الله أن يحسم السارق لمّا قطعه (٢)؛ حتى لا يؤدي إلى التلف الذي ليس بمُستَحقٍّ؛ ولأنه يجب أن يدخل الألم على كلّ عضوٍ كما وصلت إليه اللذة.

إلا أنه يتقي الأعضاء الذي لا يؤمن منها التلف، أو تلف ما ليس بمستحق، فالرأس مقتلٌ، والوجه مكان البصر والشمّ، والمذاكير مقتلٌ، والصدر والبطن مقتلٌ، فينبغي أن يتقي ذلك.

وقد روي عن عمر [بن الخطاب] أنه قال للجلاد: اتق الرأس والوجه (٣).

لأبي يوسف: أن الرأس إذا ضرب سوطًا أو سوطين يخشى منه التلف، فصار كسائر الأعضاء.

قال: ولا يفرق التعزير على الأعضاء؛ لما بيّنا: أن المقصود منه زيادة الألم، فكان جمعه أولى من تفريقه.

(وقال أبو حنيفة: لا يبلغ التعزير في الحر والعبد والمرأة أربعين سوطًا) (٤).

وقال أبو يوسف: وكان ابن أبي ليلى يضرب في التعزير خمسةً وسبعين،


(١) في ب (والبدن).
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٤٢٢)، وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
(٣) وذكره السرخسي في المبسوط (٩/ ٧٣).
(٤) ما بين القوسين سقطت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>