للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

رميت بسهمك، وذكرت اسم الله تعالى، فوجدته من الغد، ولم تجده في ماء، وليس فيه أثر غير سهمك، فكل" (١).

وهذا يدل على أن المُرْمى إذا وقع في الماء لم يؤكل؛ لجواز أن يكون مات من (٢) الماء، ولم يمت من الرمي، فأما إذا وجده من الغد فهو محمول عندنا على أنه لم يقعد عن طلبه.

قال أبو الحسن بعد تفسير هذه الأخبار: وما بيّنت لك أنه لا يؤكل أو يؤكل، فهو ما مات من فعل الجارح أو فعل الصائد.

فأما ما قدر عليه حيًّا، فإنه لا يؤكل في الوجهين جميعًا حتى يُذكى، فإذا ذُكِّي حَلَّ ذلك أجمع؛ لقوله تعالى: ﴿وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُم﴾ [المائدة: ٣]، فما أدرك من هذا وفيه حياة بيّنة كانت فيه أو خفية بعد أن يعلم أنه حَيٌّ فذكّى: حَلّ في قول أصحابنا جميعًا، ولا يعتبر كيف كان حالها بعد أن تكون فيها حياة [ورمق] (٣)، فيذكى، فإنها تؤكل (٤).

قال: والكلام في هذا أولًا يقع في فصل: وهو أنه إذا قدر على الصيد، فمات قبل أن يقدر على ذبحه لضيق الوقت، لم يؤكل عندنا.

وقال [محمد بن شجاع] (٥) ومحمد بن مقاتل: يؤكل استحسانًا، وبه


(١) أخرجه أبو داود (٢٨٤٩)؛ الترمذي ١٤٦٩) وقال: حسن صحيح، وغيرهما.
(٢) في م (عن)، وفي ج (في الماء).
(٣) في أ (حياة) فقط، وفي م (مستقرة) والمثبت من ج.
(٤) انظر: الأصل ٥/ ٣٨٤.
(٥) في م، ج (الحسن بن زياد) والمثبت هو الصحيح كما ذكر الكاساني في البدائع ٥/ ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>