للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروي عن النبي أنه قال حاكيًا أن الله تعالى يقول: "استقرضت من عبدي فما أقرضني، وشتمني عبدي وهو لا يدري، يسب الدهر فيقول وادهراه وإنما أنا الدهر" (١) فإذا لم يثبت أنه عبارة عن شيء معين رجع فيه إلى نيته، فإن لم تكن له نية وقف فيه، ولا عيب (٢) على العالم أن يقول فيما لم يثبت عنده: لا أدري.

وقد روي عن ابن عمر أنه سُئِل عن شيء فقال: لا أدري، وحق لابن عمر أن يقول لشيء لا يدري لا أدري.

وعن علي أنه قال: لا يستحي جاهل أن يتعلم ما لا يعلم، ولا يستحي عالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم (٣).

وسئل النبي عن أفضل البقاع فقال: لا أدري، فلما نزل عليه جبريل سأله فعرج إلى السماء ثم هبط فقال: "سألت ربي عن أفضل البقاع فقال: المساجد، وأفضل أهلها من جاءها أولًا وانصرف آخرًا، وشر أهلها من جاءها آخرًا وانصرف أولًا" (٤).

وجه قولهما: أن الدهر يذكر كما يذكر الحين، يقول ما رأيته مذ دهر وما


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك، ١/ ٥٧٩ وصححه؛ وابن خزيمة في صحيحه، ٤/ ١١٣؛ والبخاري (٧٠٥٣)؛ ومسلم (٢٢٤٦) نحوه.
(٢) في أ (عتب).
(٣) الأثر رواه أبو نعيم في الحلية ١/ ٧٦؛ والبيهقي في شعب الإيمان ٤/ ١٢٤؛ وابن عبد البر في جامع العلم وفضله ١/ ٩٠.
(٤) أخرجه القزويني في التدوين، في أخبار قزوين، ٣/ ٣٦٢؛ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال، وعزاه للرافعي "عن عثمان بن صهيب عن أبيه" ٧/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>