للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وإذا عرض له شيء في صلاته، فذكر الله تعالى لذلك: وإن كان أراد بذلك خطاب إنسان أو زجره عن فعل أو أمره به، فسدت صلاته، إلا أن يكون ذلك عرض للإمام فيسبح به، أو يذكر الله تعالى، فهو إصلاح (١) لصلاته وصلاة الإمام، فإن ذلك لا بأس به.

أما إذا سبّح يريد [به] خطاب الغير، أفسد صلاته، إلّا أن يكون تنبيهًا للإمام أو إعلامًا لمن يكلّمه أنه في الصلاة، حتى لا يشغله عنها.

وقال أبو يوسف: التسبيح لا يفسد الصلاة على كل حال.

وجه قول أبي حنيفة ومحمد: "ما روي أن رجلًا عطس في صلاته، فشَمَّته معاوية بن الحكم، فرمقه الناس بأبصارهم، فقال: وا ثكل أماه، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، قال: فلمَّا صَلَّى ادعاني فما كهرني ولا جبَهني، ولكن علمني، فقال لي: "إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي دعاء وتسبيح وقراءة القرآن" (٢)، ومعلوم أن قوله: "يرحمك الله" ذكرٌ الله تعالى، إلا أنه خاطب به آدميًا، فأخبر أنه لا يصلح في الصلاة؛ ولأن الصلاة تشتمل على أفعال وأذكار، ثم كان في الأفعال الموضوعة فيها ما يفسدها إذا وقع على بعض الوجوه، فكذلك الأذكار الموضوعة فيها، يجوز أن يفسدها.

وجه قول أبي يوسف: أن النبي لم يأمر معاوية بن الحكم بإعادة الصلاة.

وأما إذا سَبَّح بالإمام عند سهوه، فهذا الذكر إنما يقصد به إصلاح صلاته،


(١) في أ (استصلاح).
(٢) أخرجه مسلم (٥٣٧) بلفظ: (ولا ضربني ولا شتمني … ) من حديث معاوية بن الحكم السلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>