للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وزعم أن الواو للترتيب، و [قد] أجمع أهل اللغة على خلاف ذلك.

وقال: الغرم الهلاك، والغرم اللزوم (١).

فأما أبو حنيفة فليس يمكن أن يُدَّعَى (٢) في كتابه خطأ في العربية، وإنما يحكي الناس هذه الحكاية ولا يعرفون صحتها، ولا وجدت له في كتاب، ثم إن صَحَّ ذلك، فهي لغة للعرب فصيحة؛ لأنّ بني الحارث بن كعب يقولونها، قال سيبويه: وهذا هو القياس وقد جاء القرآن به في قراءة من قرأ ﴿إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ﴾ [طه: ٦٣] (٣). وأنشدوا فيه:

إن أباها وأَبَا أباها … قد بَلَغَا في المجد غَايَتَاها (٤)

فإن قالوا: إن أبا حنيفة تكلَّم عليه الأئمة ولم يتكلموا على الشافعي، فحكي عن سفيان الثوري أنّه قال: "استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين" (٥). وقال


(١) هذه الأمثلة كغيرها مما سبق، فيها توجيه ورد للمعارضين من الشافعية بأدلة مختلفة، وإنما الغرض من ذكر المؤلف هنا هذه الأمور: هو الرفع من شأن مذهب المؤلف عن طريق مكانة إمام مذهب المخالف.
ومن ثَمَّ لا ينظر إلى هذه الأقوال التي يراد منها تقوية وتضعيف المذاهب الفقهية المعتمدة، وإنما هي تراث عصر طغى لدى بعضهم جانب التعصب لأئمة مذاهبهم، فحصل ما حصل بين المذهبين من الجدل والنقاش والمنافسة.
(٢) في ب (يلقي).
(٣) انظر في توجيه الآية: تفسير ابن عطية (المحرر الوجيز) ص ١٢٥٥. (دار ابن حزم).
(٤) البيتان لرؤبة بن العجاج في ملحق ديوانه ص ١٦٨، وفي الدرر اللوامع للشنقيطي هما لأبي النجم أو رؤبة، ١/ ١٢. وبعضهم بلا نسبة. انظر: معجم شواهد النحو الشعرية، للحداد ص ٧٧٣.
(٥) أخرجه أحمد في العلل ومعرفة الرجال ٢/ ٥٤٥؛ والخطيب في تاريخه ١/ ٣٠٣.
وذكر ابن عبد البر: "ضُرِب أبو حنيفة على القضاء، فلم يفعل، ففرح بذلك أعداؤه وقالوا: استتابه"، ونقل عن بعضهم بأن هذه كذب لا أصل لها. =

<<  <  ج: ص:  >  >>