للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روى ابن عباس وأبو جحيفة: "أن رسول الله كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد" (١).

وروى حذيفة: "أن النبي لما رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده، ثم قال: الحمد لله ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة" (٢)، [وعن ابن عمر وأبي هريرة: "كان رسول الله إذا رفع رأسه من الركوع قال: ربنا لك الحمد"، وعن أنس: "أنه كان يقول: سمع الله لمن حمده"]، وإذا ورد الفعل مختلفًا، كان الرجوع إلى القول المتفق أولى.

وجه قولهما: أنه ليس في الأصول ذكر يأتي به المؤتم، ولا يأتي به الإمام، وفي الأصول ذكر يأتي به الإمام خاصة وهو القراءة؛ فلذلك جمع الإمام بين الذكرين، واقتصر المؤتم على أحدهما.

وأما وجه الرواية التي قال يجمع بينهما [المنفرد] فلحديث عليّ: "أن رسول الله كان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، وإذا رفع رأسه من الركوع قال: سمع الله لمن حمده" (٣)، ثم يتبعها "اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد"؛ ولأن قوله: "سمع الله لمن حمده" إخبار عن حامد، وليس هناك حامد غيره.

وجه الرواية الأخرى: أنّ هذا الذكر علامة للرفع، فلو جمع بين الذكرين


(١) مسلم (٤٧٧)؛ صحيح ابن حبان ٥/ ٢٣٠؛ الدارقطني ١/ ٣٤٢؛ الدارمي ١/ ٣٤٤؛ مصنف ابن أبي شيبة ١/ ٢٢٢؛ معرفة السنن ١/ ٥٨١.
(٢) مصنف عبد الرزاق ٢/ ١٦٧.
(٣) أخرجه مسلم (مطولًا) (٧٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>