للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والد الضاربة وقال: كيف ندي من لا أكل ولا شرب ولا صاح فاستهل، ودم ذلك يُطل، فقال النبي : "أسجع كسجع الأعراب" (١)، وروي: "كسجع الكهان، ففيه غرّة عبد أو أمة"، فقال عمر: من يشهد معك بهذا؟ فقام محمد بن مسلمة فشهد، فقال عمر: كدنا أن نقضي فيه برأينا وفيها سنة عن رسول الله ، وقد روى هذه القصة حمل بن مالك بن نابغة (٢).

وروى عبد الرحمن بن أبي مليح: أن رسول الله قضى في الجنين غرّة عبد أو أمة أو خمسمائة.

ولأن الضارب منع من الحياة، فوجب عليه الضمان، كالمغرور لما منع من حصول (العتق) (٣)، ضمن قيمة الرق.

فأما الغرّة، فقال أبو عمرو بن العلاء: الغرة عبد أبيض، ومنه قولهم، غُرَّة الفَرَس إذا كان بجبينه بياضٌ، ومنه قوله : "أمتي يوم القيامة غر محجلون" (٤).

وقد قيل: إنه عبد جيّد، ومنه قيل لكبير القوم: غرّتهم، وقد قيل: إن الغرة اسم للعبد، وأنشدوا:

كل قتيل في كليب غرّه … حتى ينال القتل آل مُرّه (٥)

وقد قيل: إنما سمّي غرّة؛ لأنه أول مقدار يظهر في الدية، كما سمّي أول


(١) أخرجه النسائي (٤٨٢٥)؛ والإمام أحمد في المسند (١٨١٤٩).
(٢) كما في رواية البيهقي في الصغرى، ٧/ ١٢٨.
(٣) في أ (الرق) والمثبت من ب؛ لأن السياق يدل عليه.
(٤) رواه ابن حبان في صحيحه (١٠٤٩).
(٥) هذا البيت للمهلهل بن ربيعة التغلبي شاعر جاهلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>