وقال أبو يوسف مثله؛ لأنه أدخل الكثرة على اسم الجمع، فصار كإدخال لفظ الجنس، ولو قال: والله لا أكلمك كذا وكذا يومًا فهو على أحد وعشرين يومًا]؛ لأنه أقل عدد يعطف على عدد تفسيره يومًا، ولو قال: كذا كذا فهو أحد عشر يومًا، ولو حلف لا يكلمه بضعة عشر يومًا فهو على ثلاثة عشر [يومًا]؛ لأن البضع من ثلاثة إلى [تسعة](١) فيحمل على أقلها.
قال أبو يوسف: ولو حلف لا يكلمه عمرًا فهو مثل الزمان [والحين؛ لأنه ليس له مقدار بعينه، وإنما يعبّر عن قطعة مبهمة من الزمان].
وقال بشر عن أبي يوسف: فيمن حلف لا يكلم رجلًا الشتاء، فأول ذلك إذا لبس الناس الحشو والفراء، وآخر ذلك إذا ألقوها في البلد الذي حلف فيه.
وكذلك الصيف: يعني من حين إلقاء الحشو إلى لبسه، والفصل: إذا استثقل الناس ثياب الشتاء واستخفوا ثياب الصيف، وإذا حلف لا يكلمه الربيع فهذا في آخر الشتاء وفي مستقبل الصيف إلى أن ييبس البقل يعني: العشب، وإذا حلف لا يكلمه الخريف فهو فصل ما بين الصيف والشتاء.
وقال خلف بن أيوب: سألت محمدًا عن رجل حلف لا يكلم رجلًا إلى الموسم، قال: يكلمه إذا أصبح يوم النحر؛ وذلك لأنه أول الموسم.
وقال أبو يوسف: يكلمه إذا زالت الشمس من يوم عرفة: لأنه قد فرغ [مِن] ركن الحج في هذا الوقت، وقال عمرو عن محمد: غُرّة الشهر ورأس الشهر: أول