للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أول رؤية، ومستحيل أن يأتيه بمن هو معه [جالس].

وقد كان يجب أن لا يحنث عند أبي حنيفة ومحمد، كما قالا فيمن قال: إن رأيتُ فلانًا فلم أعلمك بذلك فعبدي حر، فرآه أول ما رآه مع الرجل الذي قال له ذلك، لم يحنث عندهما؛ لأن العلم يستحيل فيمن قد علمه، فكذلك الإتيان [يستحيل فيمن هو معه، فيصير كمن قال: لأشربنَّ الماء الذي في هذا الكوز، ولا ماء فيه].

قال: ولو أن رجلًا قال: إن لقيتك فلم أُسَلِّم عليك، (فإن سلم ساعة يلقاه) (١) وإلا حنث، وكذلك إن استعرتُ دابتك فلم تعرني، قال: لأن هذا جواب إنما هذا على (لم) المجازاة يدًا بيد، وليس هذا مثل قوله: إن دخلت الدار فإن لم (٢) أكلم فلانًا، فهذا متى ما كلمه برَّ.

قال: وقد يجيء في ذلك أمور تشتبه بكون (فإن لم) مثل (فلم)، [فحمل] (٣) ذلك على [مُعْظَم] (٤) معاني كلام الناس (٥).

ولو أن رجلًا قال: إن أتيتني فلم آتك، أو إن زرتني فلم أزرك، أو أكرمتني فلم أكرمك، فهذا على الأبد، وهو في هذا الوجه مثل (فإن لم)؛ وذلك لأن الزيادة لا تتعقب الزيادة في الغالب، فالمقصود منها وجود الفعل.


(١) في أ (فالسلام ساعة يلقاه).
(٢) في أ (فلم أكلم).
(٣) في ب (فاحمل)، والمثبت من أ.
(٤) في النسختين (عظم)، والمثبت بحسب السياق.
(٥) انظر: البدائع ٣/ ٣٥، ٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>