للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد يعبر بالمولى عن ابن العم، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾ [مريم: ٥] ولا يجوز أن يكون هذا [هو] المراد؛ لأن نسب العبد [غير] معروف، وقد روي أنه يعبر بالمولى عن المعتق، وهو المولى الأعلى، ولا يجوز أن يكون مراده؛ لأن العبد لا يعتق، مولاه فلم يبق إلا أن يكون المراد به مولاي الذي أنعمت عليه؛ [فلذلك] (١) كان صريحًا في الحرية.

وأما ألفاظ النداء مثل قوله: يا حر، ويا عتيق ويا معتَق، ويا مولاي، فإن الحرية تقع بها؛ لأن الظاهر أنه موصوف بهذه الصفة حين ناداه بها.

وقد قال أصحابنا: إن هذه الألفاظ يقع بها العتق، نوى أو لم ينوِ؛ لأن كل ما كان صريحًا في موضوعه لم يفتقر إلى النية، كصريح الطلاق، وقالوا: إن قال: عنيت [أنه حر] (٢) من العمل، أو مولاي في الدين لم يصدق في القضاء؛ لأنه نوى خلاف ظاهر لفظه، ويصدق فيما بينه وبين الله تعالى؛ لأن الكلام يحتمله (٣).

وأما قول أبي الحسن: أنه إذا قال: أنت حر لوجه الله عتق، فإن ذكر وجه الله تعالى ليس بشرط في العتق، وإنما هو على طريق التأكيد، وليتبين أنه قصد بالعتق القربة.

وقد ذكر محمد في الأصل: أن من قال لعبده أنت حر لوجه الشيطان عتق؛ لأنه ذكر الحرية ونفى القربة عنها، فانتفاء القربة لا يمنع من وقوع [العتق] (٤)،


(١) في ب (فكذلك) والمثبت من أ.
(٢) في ب (حرًّا) والمثبت من أ.
(٣) انظر: مختصر القدوري (مع تصحيح القدوري) ص ٤٢١.
(٤) في ب (الحرية) والمثبت من أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>