للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يومًا، فلما دخل القصر عزم على أن يأتي الكوفة يقيم بها يومًا، ثم يعود إلى بغداد ويمرّ بالقصر، فإنه يتم الصلاة حتى يأتي بغداد في رواية ابن سماعة عن محمد.

وفي الرواية الأخرى عنه: يتم حتى يأتي الكوفة، فإذا خرج يريد بغداد، إذا قصر في طريقه كله، وبالقصر أيضًا حتى يأتي بغداد.

وأما على رواية ابن سماعة: فلأنه وطن وإن لم يتقدمه سفر، فإذا خرج إلى الكوفة، فذلك ليس بسفر، وإذا خرج إلى بغداد، فبينه وبين وطنه بالقصر أقل من ثلاثة أيام، فلا يجوز أن يقصر.

فأما على الرواية الأخرى: فالقصر ليس بوطن؛ لأنه لم يتقدمه سفر، فلما خرج إلى الكوفة، فليس ذلك بسفر صحيح، فيتم، فإذا خرج من الكوفة إلى بغداد، وليس بينهما وطن، فهو سفر صحيح، قصر.

وكذلك إن خرج من بغداد يريد الكوفة، فلما دخل القصر، بدا له أن يقيم بها خمسة عشر يومًا، ثم عزم بعد ذلك على أن يأتي الكوفة ويقيم بها، ثم رجع إلى بغداد، فإنه يقصر إذا خرج من الكوفة في رواية ابن سماعة عن محمد، على ما بيّناه.

وقد حكى محمد عن أبي يوسف في هذه المسألة: إنه يتمم حتى يأتي بغداد؛ لأنه استوطن القصر بعد نية سفر صحيح.

قال محمد: في خراساني قدم الكوفة، وأراد المقام بها شهرًا، ثم خرج إلى الحيرة، فوطن نفسه على إقامة خمسة عشر يومًا، ثم خرج من الحيرة يريد خراسان، فإنه يصلي بالكوفة ركعتين؛ وذلك لأن وطنه بالكوفة وطن إقامة

<<  <  ج: ص:  >  >>