للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك إذا أوصى لعميان بني فلان، أو لزمنى بني فلان؛ وذلك لأن الاسم إذا كان يصلح للغني والفقير، إلا أنه يستعمل في ذوي الحاجة غالبًا فالوصية على وجهين:

إن كانت ممن يحصى استوى فيها الغني والفقير؛ لأن الاسم يتناولهما، وحمل الوصية عليهما لا يفسدها، فأما إن كانوا لا يحصون، فالوصية لفقرائهم؛ لأنا لو حملنا الاسم على الأغنياء، وهم لا يحصون، بطلت الوصية، فوجب أن يحمل على ذوي الحاجة؛ لأن الاسم قد يستعمل فيهم [خاصة]، ألا ترى أن الله تعالى ذكر اليتامى في آية الخمس، والمراد بهم الفقراء، وكذلك الزمنى يراد بهم الفقراء، وكذلك العميان، فحملت الوصية على ما يتناوله الاسم في حال التخصيص (١) لتصح الوصية.

وعلى هذا أرامل (٢) فلان؛ لأن هذا الاسم وإن جمع الغنية والفقيرة، فقد يستعمل في الفقراء خاصة، فحمل عليهن لتصح الوصية، وليس كذلك (٣) من أوصى لبني فلان، وهم لا يحصون؛ لأن هذا النسب لا يختص بالفقراء في حال من الأحوال، فلم يمكن تصحيح الوصية تخصيصًا لفقرائهم.

وأما إذا قال: لأَيَامَى (٤) بني فلان، فهو كقوله لبني فلان، لا يختص ذلك بالفقراء في حال من الأحوال، فإذا كانوا لا يحصون بطلت الوصية، وقد حمل محمد


(١) في ل (التصحيح).
(٢) والأرامل جمع أرملة: هي التي لا زوج لها؛ وذلك لافتقارها إلى من ينفق عليها. انظر: المصباح (رمل).
(٣) في (وليس هذا كمن).
(٤) "الأيِّمُ: العزب رجلًا كان أو امرأة، قال الصَّغاني وسواء تزوّج من قبل أو لم يتزوّج، فيقال: رجل أيِّمٌ، وامرأة أَيِّمٌ". المصباح (أيم).

<<  <  ج: ص:  >  >>