للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجملة ذلك: أن مدة السفر مقدّرة عندنا على رواية الأصول: بثلاثة أيام قواصد، للراكب والماشي (١).

وروى الحسن عن أبي حنيفة: أنه إذا سافر إلى موضع يكون مسيرة يومين وأكثر اليوم الثالث، قصّر، وروى ابن سماعة عن أبي يوسف ومحمد، مثله.

وروى معلى عن محمد: أن السفر لا يكون أقل من ثلاثة أيام كاملة.

وقال النخعي، والشعبي، وابن جبير: من الكوفة إلى المدائن، وهو مسيرة ثلاثة أيام.

وعن ابن عمر: أنه يقصر في يوم تام، وبه قال الزهري والأوزاعي.

وعن ابن عباس: أنه إذا أتى على يوم وليلة، قصّر، وعن ابن عمر رواية: ثلاثة أيام.

وقال مالك: أربعة بُرد، وعن الحسن: مسيرة ليلتين، وعن أنس: خمس


(١) السفر الذي يتغير به الأحكام: أن يقصد الإنسان مسيرة ثلاثة أيام بسير الإبل ومشي الأقدام في أقصر أيَّام السنة.
وعن أبي حنيفة: أنه يقدر بثلاثة مراحل، وهو قريب من الأول؛ لأن المعتاد في السير: في كل يوم مرحلة واحدة، خصوصًا في أقصر أيام السنة"، ولا يصح القصر في أقل من هذه المسافة، كما لا يصح التقدير عندهم بالفراسخ على المعتمد الصحيح.
ثم اختلفوا، فقيل: (٢١) فرسخًا، وقيل: (١٨)، وقيل: (١٥) فرسخًا، والفتوى على الثاني؛ لأنه الأوسط.
وعلى هذا القول، تكون مسافة القصر بالميل: ١٨ × ٣ = ٥٤ ميلًا (باعتبار أن الفرسخ ثلاثة أميال)، وبالكيل تكون المسافة: ٥٤ × ١٦٠٩ = ٨٨٦.٨٦ كيلو متر، وهذ في المذهب الحنفي. وأما عند الجمهور، فالمسافة تقدر بـ (٧٧) كيلو مترًا. انظر: "الوجيز" (فرسخ)، (ميل)؛ "الموسوعة الفقهية" (الكويت) (سفر).

<<  <  ج: ص:  >  >>