للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والطَّلَاق، والبيع.

ومن أصحابنا من قال: إن أبا حنيفة جوّز ذلك في الكلمة ونحوها، كما روي عن السلف، فأما أن ينقل جميع القرآن، فلا

ومنهم من قال: إن الصلاة تجزئ به، ولا يعلم أنه قرآن.

ومنهم من قال: إنه قرآن، وإن نقل، واحتج بقوله تعالى: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ [الأنعام: ١٩]، والقرآن لا يبلغ عن العرب إلا بغير لغاتهم، وقد سمّاه قرآنًا، ولأن القرآن أنزل على سبعة أحرف، وهو قرآن واحد، ولو كان اختلاف العبارة يوجب اختلاف المعنى، لم يكن قرآنًا واحدًا مع اختلاف القراءات (١).


(١) الأحرف السبعة: تواترت نزول القرآن على سبعة أحرف، كما قال أبو عبيد: "تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة". "المرشد الوجيز" لأبي شامة ص ٨٧، إلا أن العلماء اختلفوا في المراد بالأحرف السبعة اختلافًا كثيًرا، حتى قال السيوطي: "اختلف في معنى هذا الحديث على أربعين قولًا". "الإتقان" ١/ ٦٢.
والقول الذي ذهب إليه أكثر العلماء - منهم: سفيان، وابن وهب، والطبري، والطحاوي، وغيرهم -، هو: أن المراد بالأحرف السبعة: سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد على معنى: أنه إذا اختلفت لغة العرب في كلمة، جاء القرآن بسبع لغات.
واختلفوا في تحديد هذه اللغات السبع، فقيل: قريش، هذيل، تميم، هوازن، كِنانة، ثقيف، اليمن. وقيل غير ذلك.
وسئل سفيان بن عيينة عن اختلاف القرّاء، هل تدخل في السبعة الأحرف؟ فقال: لا، وإنما السبعة الأحرف كقولهم: هلم، أقبل، تعال، أيّ ذلك قلتَ، أجزأك.
انظر: "المرشد الوجيز" ص ١٠٥.
أيْ الأحرف السبعة: وجوه القراءات المتغايرة في سبع لغات من لغات العرب، وليست لغات القبائل على حد سواء، بل بعضها أسعد من بعض بهذه الوجوه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>