للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض وقال: صَلِّ هاهنا (١)، وروي كراهيته عن النخعي، [وقال: كان يكره ذلك، وقد روى أبو خالد عن عدي بن ثابت الأنصاري قال: حدثني رجل أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن، فأقيمت الصلاة، فتقدم عمار بن ياسر، فقام على وإن، والناس أسفل منه، فتقدمه حذيفة فأخذ بيده، فأتبعه عمار حتى أنزله، فلما فرغ عمار من صلاته قال له حذيفة: ألم تسمع رسول الله يقول: "إذا أم الرجل القوم فلا يقم في مكان أرفع منهم، أو نحو ذلك"، فقال عمار: لذلك أتبعتك حين أخذت على يدي (٢).

وفي خبر إبراهيم عن همام قال: صلّى حذيفة بالمدائن على دكان وعقبة بن عامر يصلي خلفه، فأخذ عقبة بثوبه فاجتذبه حتى تأخر، ثم قال له لما فرغ: أليس قد علمت أن هذا كره ونهي عنه؟ قال: بلى قد ذكرت ذلك. ويحتمل أن تكون القصة وقعت من الاثنين]؛ ولأن المساجد في سائر بلاد المسلمين بنيت على صفة واحدة في الاستواء من غير تفاوت، فدل على أنهما لا يختلفان.

وأما الذي ذكره أبو جعفر - (من أقل من قامة) - فيجوز أن يكون وجهه ما روي عن أبي هريرة أنه صلى فوق سطح بصلاة الإمام وهو أسفل منه، وروي في خبر سهل بن سعد: أن رسول الله كبّر على منبره، وركع، ثم نزل القهقرى، ثم سجد" (٣)، إلا أنه جوز للإمام إذا كان أقل من قامة؛ لأنَّه أمكن للاقتداء، فإذا تجاوز القامة احتاجوا إلى تكلف النظر إليه [حتى يقتدوا به] (٤).


(١) مصنف ابن أبي شيبة، ٢/ ٦٦.
(٢) أخرجه أبو داود (٥٩٨).
(٣) أخرجه البيهقي في معرفة السنن ٢/ ٣٨٤؛ وأبو عوانة في مسنده ١/ ٤٧٠، الجمع بين الصحيحين، ١/ ٥٤٨.
(٤) في أ (كيف يكبر فلا يقتدون به) والمثبت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>