للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سألت محمدًا عن بسم الله الرحمن الرحيم أهي من القرآن؟، فقال: ما بين الدفتين كله قرآن، قلت: فلم نُسرّها؟ فلم يجبني، وكان أبو الحسن يقول: لا أعرف هذه المسألة عن متقدمي أصحابنا بعينها، وأمرهم بإخفائها دليل على أنها ليست من السورة؛ لامتناع أن يجهر ببعض السورة دون بعض.

[وذكر ابن شجاع: أنها ليست من أوائل السور، ولم يضفه إلى أحد بعينه].

وقال الأوزاعي: ما أنزل في القرآن بسم الله الرحمن الرحيم إلا في النمل.

وعن الحسن: أنه لم يجعلها من الفاتحة، وقال: لم يقرأها رسول الله ، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ويُعد ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ آية ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: ٥] آية أخرى.

وكان الزهري يفتتح ببسم الله، ويقول: هي آية من القرآن، تركها الناس.

وقال ابن المبارك: من ترك التسمية فقد ترك مائة وثلاثة عشر آية من القرآن، وقال الشافعي: هي آية من أول كل سورة (١).

لنا: أن إثباتها من السورة لا يجوز إلا بنقل متواتر، يثبت بمثله القرآن، ولو ثبت ذلك النقل، لوقع لنا به العلم، فلما لم يقع العلم، دلّ على أن النقل لم يوجد؛ ولأن القُرَّاء اتفقوا على أن سورة الكوثر ثلاث آيات، فلو كانت بسم الله منها عدوها أربع آيات (٢).

وروى أبو هريرة أن النبي قال: "إن في القرآن سورة وهي ثلاثون آية


(١) انظر: المزني ص ١٤؛ المنهاج ص ٩٦.
(٢) في أ (ولو كانت التسمية آية لعدّوها آية)، والمثبت من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>