للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوقع، وإن كان الزمان مستقبلًا لم يقع عليها طلاق حتى يأتي، كمن قال: أنت طالق في غد أو في (١) الشهر الآتي؛ لأن الطلاق يجوز أن يختص بوقت دون وقت، فإذا وصفه بزمان لم يقع قبله، وأما إذا أدخل حرف الظرف على الفعل صار شرطًا كقوله: أنت طالق في دخولك الدار وفي قيامك؛ لأن الفعل لا يكون ظرفًا، وهذه الحروف التي هي الأدوات يقوم بعضها مقام بعض، فكأنَّه قال: أنت طالق مع قيامك ومع دخولك، قال الله تعالى: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾ [الفجر: ٢٩] أي: مع عبادي.

وقال ابن سماعة عن محمد: إذا قال لها: أنت طالق في ذهابك إلى مكة، فهذا على الذهاب؛ لأنه أدخل (في) على فعل فصار شرطًا، وكذلك بذهابك؛ لأن (٢) الباء للإلصاق، فاقتضت إلصاق الطلاق بالفعل.

ولو قال: أنت طالق في الشمس، وهي في الظل كانت طالقًا مكانها؛ لأن الشمس ليس بفعل فيكون شرطًا، فأما أن يقول ليست بمكان، فتكون ظرفًا فلغا ذكرها، أو يقول المراد به: في مكان الشمس، والمُطَلَّقَة في مكان مُطلَّقَةٌ في كل مكان.

ولو قال: أنت طالق في صومك، كانت طالقًا حتى يطلع الفجر؛ وذلك لأن الصوم فعل فصار شرطًا، وهو عبارة عن الإمساك مع النية في زمان مخصوص من شخص مخصوص، وهذا المعنى موجود في الجزء الأول، فوجد [به] الشرط.

قال: ولو قال: في صلاتك، لم تطلق حتى تركع وتسجد سجدة؛ لأن


(١) في أ (في شهر كذا).
(٢) في أ (لأنه قرنه بالباء، والباء للإلصاق).

<<  <  ج: ص:  >  >>