للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم أمّ الأب، فإنها أولى من الأخوات؛ لأن لها ولادًا، فهي أدخل في الولاية وأكثر شفقة، ثم الأخوات أولى من الخالات؛ لأنهن بنات الأبوين، والخالات بنات الجدين، وأولى الأخوات من كانت لأب وأم؛ لأنها تدلي بجهتين، ثم الأخت من الأم أولى من الأخت من الأب؛ لأنهما تساويا في القرابة، إحداهما مِن قبل الأم] (١).

واختلفت الرواية في الأخت من الأب والخالة: فروى محمد عن أبي حنيفة وأبي يوسف: أن الخالة أولى من الأخت للأب، وهو قول محمد وزفر، والوجه فيه ما روي: أن ابنة حمزة لما رأت علياً تمسكت به وقالت: ابن عمي، فأخذها فاختصم فيها عَلِيٌّ وجَعْفَرٌ وزَيْدٌ، فقال عَلِيٌّ: بنت عمي، وقال جعفر: بنت عمي وخالتها عندي، وقال زيد بن الحارثة بنت أخي آخيت بيني وبين حمزة يا رسول الله، فقضى بها رسول الله لخالتها وقال: "الخالة والدة" (٢).

وروى بِشر بن الوليد عن أبي يوسف قال: قال أبو حنيفة: الأخت من الأب أولى من الخالة، وهي رواية الحسن بن زياد عن أبي يوسف، والوجه فيها: أنها بنت الأب والخالة بنت الجد (والقربى) (٣) أولى. وقد ذكر محمد إحدى هاتين الروايتين في النكاح، والأخرى في الطلاق، وبنات الأخوات يُقَدمن على الخالات لهذه العلة، ثم الخالات أولى من العمات؛ لأنهن يتساوين في


(١) انظر: الأصل ٤/ ٥٤٤ وما بعدها؛ ومختصر القدوري ص ٤١٥، ٤١٦.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف، ٦/ ١١؛ وبلفظ: "بمنزلة الأم"، ٦/ ٢٤٨، ونحوه عبد الرزاق في مصنفه، ١٠/ ٢٨٣؛ وابن حجر في المطالب العالية "الخالة أم"، ٨/ ٣٨٤، وأورده الهيثمي في المجمع، وقال: "رواه الطبراني، وفيه قيس بن الربيع، وثقه شعبة والثوري، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات"، ٤/ ٣٢٣.
(٣) في أ (والأقرب).

<<  <  ج: ص:  >  >>