للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الرفيعة ومنزلته الفُضلى عند فقهاء الحنفيَّة؛ لاستفادتهم من مادَّته في مصنَّفاتهم الفقهيَّة، واعتمادهم عليه في حكاية المذهب.

بل كان "شرحُ القُدوري" مصدرًا أصيلًا مرجوعًا إليه عند غير الحنفيَّة؛ فمن ذلك: أنَّ شيخي الإسلام ابنَ تيميَّة وابنَ قيِّمِ الجوزيَّة قد أفادا منه في كتبهم، ونقلا مذهبَ الإمام أبي حنيفة وأصحابه في تقريرهم "توحيد العبادة" وقطع "ذرائع التَّوسل بالمخلوقين" (١).

وأبانَ القُدوريُّ عن منهاجه: أنه يبيِّن الفروع، والرِّوايات، والزَّوائد على المختصر التي لابد منها، وأوردَ في شرحه مسائل من الخلاف مما انفرد المختصرُ به، ولمَّا لاحظَ الاختلافَ في منهجِ المختصر - لأنه ابتدأهُ صغيرًا ثم زادَه بعد العبادات وبسَطَ عبارته؛ فاختلفَ حجمهُ - ألحقَ به من الفروع ما يعتدلُ به أوَّلهُ وآخرهُ، وزادَ عليه ما أغفلهُ من الكتب، ثم شَرَحَ جميع ذلك مع التَّرجيح والتَّصحيح، وربما استدرك عليه، واقتَضَت صنعتهُ ألا يتمايز المتنُ عن شرحهِ بشكلٍ واضح؛ فإِنَّ الشَّارح عَجَنه بقلمهِ وتصرَّفَ فيه؛ وصار الكتاب كأنَّه تصنيفٌ مستقلٌّ.

وأخيرًا؛ نسألُ الله تعالى المغفرة والرَّحمة والرِّضوان لمؤلِّف الكتاب ومحقِّقه، ولمن تحمَّل تمويل الكتاب، أو ساهم في إخراجه، فجزاهم الله تعالى خيرًا، وأسبلَ عليهم بركته، ورفع درجتهم، وجعله لهم من العلم النافع المدخر الجاري ثوابه. والحمد لله ربِّ العالمين.

أسفار

لِنَشْرِ نَفيس الكُتُبِ والرَّسَائِل العلمية

دولة الكويت


(١) ينظر الفصل: ٢٩٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>