للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزنًا بوزن، عينًا بعين، هاء وهاء، والفضل ربا، والفضةُ بالفضةِ مثلًا بمثلٍ، وزنًا بوزنٍ، عينًا بعينٍ هاء وهاء، والفضلُ ربا، والبر بالبر، مثلًا بمثلٍ كيلًا بكيلٍ، يدًا بيدٍ، عينًا بعينٍ، والفضلُ ربا" (١). إلى أن ذكر بقية الأشياء الستة، فلا يخلو هذا الخبر إما أن يكون هذا من خبر الاستفاضة، كما يقول؛ لأن الأمة تلقته بالقبول وعملت بموجبه لأجله (أو يكون من أخبار الآحاد) (٢) وأيهما كان فهو حجَّة؛ لأنَّ الصحابة أنكروا على ابن عباس هذا القول؛ لأنَّ أبا سعيد الخدري مشى إليه وقال له: أصحبت رسول الله ما لم نصحبه؟ أسمعت منه ما لم نسمع؟ قال: لا، قال: فوالله لا آواني وإياك ظل بيتٍ أبدًا وأنت على هذا القول.

والواحد من الصحابة متى انفرد بقول فأنكروا عليه ولم يسوِّغوا له الخلاف؛ لم [يعتد] (٣) بخلافه عليهم، ولو ثبت خلافه، فقد روى جابر بن زيد أن ابن عباس لم يمت حتّى نزل (٤) عن قوله في الصَّرف والمُتعة، [وهذا بعدما قال له عليّ : إنك رجل تائه]، وإذا لم يخالفه غيره ثمّ رجع، فصارت المسألة إجماع الصحابة، ولو لم يثبت رجوعه فإن إجماع التابعين يسقط خلافه.

واحتجَّ ابن عباس، فقال: حدَّثني أسامة بن زيد أن النبي قال: "لا ربا إلَّا في النسيئة" (٥).


(١) أخرج مسلم بعض أجزاء حديث أبي سعيد الخدري، (١٥٨٤، ١٥٨٨)؛ وأحمد في المسند ٣/ ٩٣؛ وحديث عبادة أخرجه البيهقي في الكبرى ٥/ ٢٧٦؛ والنسائي في المجتبى (٤٥٦٣)؛ وأبو عوانة في المسند ٣/ ٣٨٠.
(٢) ما بين القوسين مقدمة في أ مع (إما أن يكون).
(٣) في ج (يقيد) والمثبت من أ.
(٤) في أ (ترك قوله).
(٥) أخرجه البخاري (٢٠٦٩)؛ ومسلم (١٥٩٦) وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>