للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عقب انصرافهم من الصلاة؛ وذلك لأنّ النبي راح إليها عقيب الصلاة؛ ولأنّه قدَّم العصر ليستوفي الوقوف، فلا معنى للتأخير بعد الصلاة.

[قال]: وإذا وقف بها، فأفضل ذلك أن يقف بها راكبًا، ويدعو الناسُ بما أحبوا، وتُرفع الأيدي بسطًا يستقبل الداعي بيده ووجهه القبلة (١).

وإنّما كان الأفضل للإمام أن يقف راكبًا؛ (لأنّ النبي وقف [راكبًا] على ناقته) (٢)، ولأنّ الإمام يدعو ويدعو الناس بدعائه، فإذا كان على ناقته، فهو أبلغ في مشاهدتهم له.

وقد روى عكرمة عن ابن عباس قال: (رأيت رسول الله يدعو بعرفات، وقد جعل يديه في نحره، كاستطعام المسكين) (٣).

وروى عليٌّ: أنّ النبي قال: "إن أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي عشيَّة عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل لي في قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، اللهم اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، وأعوذ بك من وساوس الصدر، وشتات الأمر، وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ ما يلج في الليل، [وشر ما يلج في النهار]، وشر ما تهبُّ به الريح" (٤).


(١) سقطت هذه الكلمة من ب.
(٢) أخرجه مسلم (١٢١٨).
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢٨٩٢)؛ والبيهقي في الكبرى (٥/ ١١٧)؛ وقال الهيثمي في المجمع: "فيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله وهو ضعيف" (١٠/ ١٦٨).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٨٢)؛ والبيهقي في الكبرى (٥/ ١١٧)، وإسناده ضعيفٌ، كما المغني عن حمل الأسفار للعراقي (١/ ٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>