للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأدركَهم، وزاد في رواية العلاءِ بن عبد الرَّحمن -عند التِّرمذيِّ-: «فَيَطَّلع عليهم ربُّ العالمين» أي: يُعلمهم باطِّلاعه عليهم (١) حينئذٍ (فَيَقُولُ) جلَّ وعلا: (مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ) بسكون اللام وتشديد الفوقية وكسر الموحدة، ولأبي ذرٍّ: «فليتْبَعه» بسكون الفوقية وفتح الموحدة (فَيَتْبَعُ) بسكون الفوقية وفتح الموحدة أيضًا (مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ) الشَّمسَ (وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ القَمَرَ) القمرَ (وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ) الطَّواغيتَ، جمع طاغوتٍ، بالمثناة الفوقيَّة، وهو الشَّيطان والصَّنم، وصوَّب الطَّبريُّ أنَّه كلُّ طاغٍ طغَى على الله فعُبد من دونه، ومفعولُ «يتَّبع» محذوفٌ في الثَّلاثة، واتِّباعهم لمن يعبدونه حينئذٍ باستمرارِهم على الاعتقادِ فيهم، أو بأن يُساقوا إلى النَّار قهرًا (وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ) المحمَّديَّة أو أعمُّ (فِيهَا) بغير واو (مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللهُ) ﷿ إتيانًا لا بكيفيَّة (٢)، عارٍ عن (٣) الحركةِ والانتقال؛ إذ ذلك (٤) من نعوتِ الحدث (٥)، المتعالي عنه ربُّنا علوًّا كبيرًا، وطريقة السَّلف المشهورة (٦) في هذا ونحوه أسلمُ، والله تعالى بحقيقةِ المراد بذلك أعلمُ، وقيل: معناه هنا: أنَّه يُشهدهم رؤيته؛ إذ العادة أنَّ كلَّ مَن غابَ عن غيرهِ لا يمكنه رؤيته إلَّا بالمجيء إليه، فعبَّر (٧) عن الرُّؤية بالإتيان مجازًا، أي: يتجلَّى لهم تعالى حتَّى يروه (فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ) لأجل مَن معهم من


(١) «عليهم»: ليست في (د).
(٢) في (ب) و (س): «تكيفه».
(٣) في (د): «عارض».
(٤) في (د): «ذاك».
(٥) في (ب) و (س): «حدوث».
(٦) في (د): «المشهور».
(٧) في (د) زيادة: «بذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>