من مآثرهم في المغازي ونصر الإسلام، واستُشكِل: بأنَّه ليس قومه من الأنصار، وأُجيب بأنَّه باعتبار النِّسبة الأعمِّيَّة إلى الأزد؛ لأنَّ الأزد يجمعهم.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في آخر «أيَّام الجاهلية»[خ¦٣٨٤٤]، والنَّسائيُّ في «التَّفسير».
٣٧٧٧ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) الهَبَّاريُّ (قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة، وثبت:«قال» في الفرع وسقطت في «اليونينيَّة»(عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ﵂) أنَّها (قَالَتْ: كَانَ يَوْمُ بُعَاثَ) بضمِّ الموحَّدة وتخفيف العين المُهمَلة وبعد الألف مُثلَّثةٌ، أو بالغين المُعجَمة، أو هو تصحيفٌ، أو بالوجهين عن الأَصيليِّ؛ كما حكاه عياضٌ، أو بالمعجمة فقط لأبي ذرٍّ، غير مصروفٍ للتَّأنيث والعلميَّة؛ لأنه اسم بقعةٍ، قال ابن قُرْقُول: على ميلين (١) من المدينة، وقع فيها حربٌ بين الأوس والخزرج، وكان سبب ذلك أنَّ من قاعدتهم أنَّ الأصيل لا يُقتَل بالحليف، فقتل رجلٌ من الأوس حليفًا للخزرج، فأرادوا أن يُقِيدوه فامتنعوا فوقعت الحرب بينهم؛ لذلك قيل: بقيت الحرب بينهم مئةً وعشرين سنةً حتَّى جاء الإسلام، وكان رئيس الأوس فيه حُضَيرًا والد أُسَيدٍ، وكان أيضًا فارسهم، وقال أبو أحمد العسكريُّ: قال بعضهم: كان يوم بُعاث قبل قدومه ﷺ المدينة بخمس سنين، وقُتِل حُضَيرٌ وكثيرٌ من رؤسائهم وأشرافهم، وكان ذلك اليوم (يَوْمًا قَدَّمَهُ اللهُ لِرَسُولِهِ ﷺ) إذ لو كانوا أحياءً؛ لاستكبروا عن متابعته ﵊، ولمنع حبُّ رياستهم عن حبِّ دخول رئيسٍ عليهم، وسقطت التَّصلية لأبي ذرٍّ (فَقِدَمَ رَسُولُ اللهِ ﷺ)
(١) هكذا باتفاق الأصول، وهو الموافق لما في «فتح الباري»، والذي في المطالع والمشارق: «ليلتين».