للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبدِ مَنافٍ: (إِذَا اسْتَأْذَنَّا) على عائشةَ في الدخول (فَاقْتَحِمِ الحِجَابَ) السترَ الذي بين عائشةَ وبين الناس (١)، أي: ارمِ نفسَكَ مِنْ غيرِ استئذانٍ ولا رَوِيَّةٍ (فَفَعَلَ) عبدُ الله ما قالوه له (٢) مِنَ الاقتحامِ (فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا) عبدُ الله لمَّا قبلتْ شفاعَتَهُم (بِعَشْرِ رِقَابٍ) لتُعتِق منهم ما شاءتْ كفَّارةً ليمينها (فَأَعْتَقَتْهُمْ) بتاءِ التأنيثِ لأبي ذرٍّ، وبإسقاطِها لغيرِه (ثُمَّ لَمْ تَزَلْ) عائشةُ (تُعْتِقُهُمْ) بضمِّ أوَّلِهِ مِن «أَعتق» (حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ) رقبةً احتياطًا، ومذهبُ الشافعيَّةِ: أنَّ مَنْ قالَ: «إنْ فعلتُ كذا فللَّهِ عليَّ نذرٌ» صحَّ نَذْرُه ويُخَيَّرُ (٣) بين قُرْبةٍ مِنَ القُرَبِ -والتعيينُ إليه- وكفَّارةِ يمينٍ، ونصُّ «البويطيِّ» يقتضي أنَّه لا يصحُّ ولا يلزمُه شيءٌ (وَقَالَتْ) بالواو في الفرع، وبالفاء في أصله: (وَدِدْتُ) بكسر الدال المهملة الأولى وسكون الثانية، تمنيَّتُ (أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغَ مِنْهُ) أي: كأنْ (٤) كانتْ تقولُ بدلَ «عليَّ نَذْرٌ»: «عليَّ إعتاقُ رقبةٍ» أو «صومُ شهرٍ» ونحوَه مِنَ المعيَّنِ، حتى تكونَ كفارتُها معلومةً معيَّنةً وتفرُغُ (٥) منها بالإتيانِ به، بخلاف: «عليَّ نَذْرٌ» فإنَّه مُبهمٌ يَحتملُ إطلاقُه على أكثرَ ممَّا (٦) فَعَلَتْ، فلم يطمئنَّ قلبُها بإعتاقِ رقبةٍ أو رقبتينِ أو أكثرَ، وهذا (٧) منها مبالغةٌ في كمالِ الاحتياط، والاجتهادِ في براءةِ الذِّمَّةِ على جهةِ اليقينِ، ولعلَّها لم يبلُغْها حديثُ مسلمٍ: «كفارةُ النَّذْرِ كفارةُ يمينٍ» ونحوه (٨)، ولوكان بلَغَها لم تفعلْ ذلك، وقولُه: «فأَفرُغَ» بالنصبِ في الفرع وأصله، أي: فأَنْ أفرُغَ، ويجوزُ، أي (٩): الرفع فأنا أفرغُ.

(٣) هذا (بَابٌ) بالتنوين (نَزَلَ القُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ) أي: بلُغتِهِم.


(١) في (د): «بين الناس وبين عائشة».
(٢) «له»: ليست في (ص).
(٣) في (ص) و (م): «يَتَخَيَّر».
(٤) «كأنْ»: ليس في (د).
(٥) في (د): «تفرغ».
(٦) في (م): «ما».
(٧) في غير (د) و (س): «هذا».
(٨) في غير (د) و (س): «أو نحوه».
(٩) «أي»: مثبت من (د) و (س).

<<  <  ج: ص:  >  >>