خاصٌّ بمن أبغضهم من حيث النُّصرة كما مرَّ، أو يُقال: إنَّ اللَّفظ خرج على معنى التَّحذير، فلا يُراد ظاهره؛ ولذا لم يقابل الإيمان بالكفر الذي هو ضدُّه، بل قابله بالنِّفاق؛ إشارةً إلى التَّرغيب والتَّرهيب، والتَّرهيب إنَّما خُوطِب به من يُظهِر الإيمان، أمَّا من يُظهِر الكفر فلا؛ لأنَّه مرتكبٌ ما هو أشدُّ من ذلك.
وهذا الحديث قد مرَّ في «كتاب الإيمان»[خ¦١٧].
(٥)(باب قَوْلُ النَّبِيِّ ﷺ لِلأَنْصَارِ: أَنْتُمْ) أي: مجموعكم (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ) أي: من مجموعهم، فلا ينافيه أحبيَّة أحدٍ إليه غير الأنصار؛ لأنَّ الحكم للكلِّ بشيءٍ لا ينافي الحكم به لفردٍ من أفراده، فلا تعارض بينه وبين قوله:«أبو بكرٍ» في جواب من قال: من أحبُّ النَّاس إليك؟ قال:«أبو بكرٍ»، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.
٣٧٨٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ) عبد الله بن عمرٍو المنقريُّ المُقعَد البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ) بن سعيد بن ذكوان التَّميميُّ مولاهم التَّنوريُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ) بن صُهَيبٍ البُنانيُّ الأعمى (عَنْ أَنَسٍ ﵁) أنَّه (قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ ﷺ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ -قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ عُرُسٍ-) بضمِّ العين والرَّاء، والشَّكُّ من الرَّاوي، وفي «باب ذهاب النِّساء والصِّبيان إلى العرس»[خ¦٥١٨٠] من «النِّكاح»: «مقبلين من عرسٍ» بالجزم من غير شكٍّ (فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مُمْثِلًا) بضمِّ الميم الأولى وإسكان الثَّانية