للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسكون النُّون، كلمة نفيٍ، أي: ما (سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، وَمَا كُنَّا نَقُولُ إِلَّا: المَُِدْيَةُ) بضمِّ الميم، ويجوز فتحها وكسرها. وقيل للسِّكِّين: مديةٌ، لأنَّها تقطع مدى (١) حياة الحيوان، والسِّكِّين، لأنَّها تسكِّن حركته.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «الفرائض» [خ¦٦٧٦٩] والنَّسائيُّ في «القضاء».

(٤١) (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى) وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ، فـ «قولُ الله» رفعٌ على ما لا يخفى: (﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾) وهو أعجميٌّ مُنِع الصَّرف للتَّعريف والعجمة الشَّخصيَّة، أو عربيٌّ مشتقٌّ من اللُّقم، وهو حينئذٍ مُرتَجلٌ، لأنَّه لم يسبق له وضعٌ في النَّكرات، ومنعه حينئذٍ للتَّعريف وزيادة الألف والنُّون. قال ابن إسحاق: لقمان هو ابن باعوراء (٢) بن ناحور بن تارح -وهو آزر- وقال وهبٌ: كان ابن أخت أيُّوب، وقال الواقديُّ: كان قاضيًا في بني إسرائيل، ولم يكن نبيًّا، خلافًا لعكرمة، واتُّفِق على أنَّه كان حكيمًا. رُوِي: أنَّه كان نائمًا فنُودِي: هل لك أن يجعلك الله خليفةً في الأرض فتحكم بين النَّاس بالحقِّ؟ فأجابَ الصَّوتَ وقال: إن خيَّرني ربِّي (٣) قبلت العافية (٤) ولم أقبل البلاء، وإن عزم عليَّ فسمعًا وطاعةً، فإنِّي أعلم إن فعل بي ذلك أعانني وعصمني، فقالت الملائكة بصوتٍ لا يراهم: لِمَ يا لقمان؟ قال: لأنَّ الحاكم بأشدِّ المنازل وأكدرها يغشاه الظُّلم من كلِّ مكانٍ، ومن يكون في الدُّنيا ذليلًا خيرٌ من أن يكون


(١) في (ب): «مدَّة».
(٢) في (د): «باعور».
(٣) زيد في (ص): «وعصمني».
(٤) في (م): «العاقبة» وهو تصحيفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>