وقال فيه: قال عمر: أو إنَّها في كتابِ الله؟! ما شعرتُ أنَّها في كتابِ الله. وزادَ ابنُ عمر -عندَ ابنِ أبي شيبةَ-: فاستبشَرَ المسلمونَ، وأخذتِ المنافقينَ الكآبةُ. قال ابنُ عمر: فكأنَّما كانت على وجوهِنَا أغطيةٌ فكشفَتْ.
قال الزُّهريُّ -بالسَّند السَّابق-: (فَأَخْبَرَنِي (١)) بالإفراد (سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ: أَنَّ عُمَرَ)﵁(قَالَ: وَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ تَلَاهَا) أي: آية آل عمران (فَعَقِرْتُ) بفتح العين وكسر القاف وسكون الراء، أي: دُهِشْت وتحيَّرت، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي «فعُقرت» بضم العين، أي: هلكْتُ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «فقُعرتُ» بتقديم القاف المضمومة على العين. قال ابنُ حجرٍ: وهي خطأ (حَتَّى مَا تُقِلُّنِي) بضم الفوقية وكسر القاف وتشديد اللام المضمومة، أي: ما تحمِلُني (رِجْلَايَ، وَحَتَّى أَهْوَيْتُ) سقطْتُ (إِلَى الأَرْضِ حِينَ سَمِعْتُهُ تَلَاهَا: أَنَّ النَّبِيَّ) ولأبي ذرٍّ «علمتُ أنَّ النَّبيَّ»(ﷺ قَدْ مَاتَ) وفيه دلالةٌ على شجاعةِ الصِّدِّيق، فإنَّ الشَّجاعةَ حدُّهَا ثبوتُ القلبِ عندَ حُلولِ المصائبِ، ولا مصيبة أعظَم من موتِ النَّبيِّ ﷺ، فظهرَتْ عندهُ شجاعتُهُ وعلمُهُ.