للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبَّاس ابن عمِّه وأشدُّ النَّاس له لزومًا، فلو كان شيءٌ ممَّا ادَّعوه لكانا أحقَّ النَّاس بالاطلاعِ عليه، ولما وسعهمَا كتمانه، فلِلَّهِ درُّ المؤلِّف ما أدقَّ نظرَه وألطفَ إشارتَه .

(١٧) (باب فَضْلِ القُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الكَلَامِ) هذه التَّرجمة -كما نبَّه عليه في «الفتح» - لفظُ حديث أخرج التِّرمذيُّ معناه بسندٍ رجالهُ ثقاتٌ إلَّا عطيَّة الكوفيَّ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ قال: قال رسول الله : «يقولُ الرَّب ﷿: من شغلهُ القرآنُ عن ذِكري ومسألتي أعطيتُهُ أفضلَ ما أُعْطي السَّائلين، وفضلُ كلامِ الله على سائرِ الكلامِ كفضلِ اللهِ على خلقهِ» أي: من شغلهُ القرآنُ عن الذِّكرِ والمسألة اللَّذين ليسا في القرآنِ كالدَّعوات، والدَّليل عليه التَّذييل بقولهِ: «وفضلُ كلامِ الله … » إلى آخره.

وقال المظهريُّ: ينبغي أن (١) لا يظنَّ القارئُ أنَّه إذا لم يطلُبْ من اللهِ حوائجهُ لا يعطيهِ أكمل الإعطاءِ؛ فإنَّه من كان لله كان اللهُ له.

وعن العارفِ أبي عبدِ اللهِ بن خفيف -قدَّس الله سرَّه-: شغلُ القرآنِ القيامُ بموجباتهِ من إقامةِ فرائضهِ والاجتنابِ عن محارمه، فإن الرَّجل إذا أطاعَ الله فقد ذكرهُ، وإن قلَّ صلاتَه وصومَه، وإن عصاهُ نسيهُ، وإن كثَّر صلاتَه وصومَه.

وعند ابن الضُّريس من طريقِ الجرَّاح بنِ الضَّحَّاك، عن علقمةَ بنِ مرثدٍ، عن أبي عبدِ الرَّحمن السُّلَمِيِّ (٢)، عن عثمان رفعهُ: «خيركُم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه» ثمَّ قال: «وفضلُ القرآنِ على سائرِ الكلامِ كفضلِ الله على خلقِهِ وذلك أنَّه منه»، وقد بيَّن العسكريُّ أنَّ هذه الزِّيادة من قولِ أبي عبدِ الرَّحمن السُّلَميِّ.


(١) «أن»: ليس في (ص).
(٢) «السلميِّ»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>