على اللَّيل لسوادهِ، وعلى النَّهار وعلى الصُّبح، فهو من الأضداد. وقال شَمِر: الصَّريم اللَّيل والنَّهار؛ لانصرامِ هذا عن ذاكَ، وذاكَ عن هذا (وَهْوَ أَيْضًا كُلُّ رَمْلَةٍ انْصَرَمَتْ) انقطعت (مِنْ مُعْظَمِ الرَّمْلِ، وَالصَّرِيمُ أَيْضًا المَصْرُومُ، مِثْلُ قَتِيلٍ وَمَقْتُولٍ) فعيل بمعنى مفعول. وفي «التفسير»: أي: كالبستانِ الَّذي صُرم ثمارُه بحيثُ لم يبقَ فيه شيءٌ، أو كاللَّيل باحتراقِها واسودادِها، أو كالنَّهار بابيضاضِها من فرطِ اليَبس.
(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿عُتُلٍّ﴾) غليظٍ جافٍ (﴿بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم: ١٣]) أي: دَعِيٍّ يُنسَبُ إلى قومٍ ليس منهم، مأخوذٌ من زَنَمَتي الشَّاة، وهما المتدلِّيتان من أذنِها وحلقِها، فاستعيرَ للدَّعيِّ؛ لأنَّه كالمعلَّق بما ليس منهُ. وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ.
٤٩١٧ - وبه قال:(حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «حدَّثني» بالإفراد (مَحْمُودٌ) هو ابنُ غيلانَ العدويُّ مولاهم المروزيُّ، ولأبي ذرٍّ عن المُستملي:«محمَّد» قال الحافظُ ابن حجرٍ: وكأنَّه الذُّهلي. قال:(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى) بضم العين، مصغَّرًا، العبسيُّ مولاهُم الكُوفيُّ، وهو شيخُ المؤلِّف، روى عنهُ بالواسِطة، وسقط لغير أبي ذرٍّ «ابن موسى»(عَنْ إِسْرَائِيلَ) بن يونس بنِ أبي إسحاقَ السَّبيعيِّ (عَنْ أَبِي حَصِينٍ) بفتح الحاء وكسر الصاد المهملتين، عثمانَ بن عاصمٍ الأسديِّ (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابنُ جبرٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄) في قولهِ تعالى: (﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ [القلم: ١٣])(قَالَ): هو (رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ) قيل: هو الوليدُ بنُ المغيرَة، وقيل: الأسودُ بنُ عبدِ يغوثَ، وقيل: الأخنسُ بنُ شريقٍ، وليسَ هو عبدَ الرَّحمن بن الأسودِ؛ فإنَّه يصغر عن ذلك (لَهُ زَنَمَةٌ) في عنقهِ (مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ) يعرفُ بها، وقيل: كان للوليدِ بنِ المغيرة ستَّة أصابع، في كلِّ يدٍ إصبع زائدةٌ.
وهذا الحديث أخرجه النَّسائيُّ في «التَّفسير» وعندَ ابنِ جريرٍ عن سعيدِ بن جبيرٍ: الزَّنيم: