للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٤٨٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ، قاضي مكَّة قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ) الأنصاريِّ، قاضي البصرة (عَنْ) أبيه (أَنَسٍ) أي: ابن مالك () أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ) ولأبي ذرٍّ: «رسول الله» (: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) قال الشَّيخ أبو حامد: هذا الحديث من الأسرار الَّتي أودعَها الله قلبَ الأمين الصَّادق محمَّد ، و (١) لا يجوزُ إفشاءُ سرِّها، فإنَّ صدورَ الأحرارِ قبورُ الأسرار، بل كان يذكرُ لهم ذلك حتَّى يبكوا ولا يضحكوا، فإنَّ البُكاء ثمرةُ شجرةِ حياة القلب الحيِّ بذكرِ الله، واستشعارُ عظمتهِ وهيبتهِ وجلالهِ، والضَّحك نتيجة القلبِ الغافلِ عن ذلك. انتهى.

وفي الحديثِ -كما قال في «الكواكب» -: من البديعِ مقابلةُ الضَّحك بالبكاءِ، والقلَّة بالكثرةِ، ومطابقة كلٍّ منهما بالآخرِ.

(٢٨) هذا (٢) (بابٌ) بالتَّنوين: (حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) فمن هتَكَ الحجابَ بارتكابِ الشَّهوات المحرَّمة كالزِّنا وغيره ممَّا منع الشَّرع منه كان ذلك سببًا لوقوعهِ في النَّار أعاذنا اللهُ من ذلك، ومن سائرِ المهالك بمنِّه وكرمهِ.

٦٤٨٧ - وبه قال: (حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ) بن أبي أُويسٍ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (مَالِكٌ) -الإمامُ- ابنُ أنسِ بن مالكٍ الأصبحيُّ، أبو عبد الله المدنيُّ (عَنْ أَبِي الزِّنَادِ) عبد الله بنِ ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبد الرَّحمن بن هُرمز (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: حُجِبَتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) المستلذَّة ممَّا منع الشَّارع (٣) من تعاطيهِ بالأصالةِ كالخمر والزِّنا والملاهي، وإمَّا


(١) «و»: ليست في (ع) و (ص) و (د).
(٢) «هذا»: ليست في (د)، وفي اليونينية أن لفظة: «باب» ثابتة في رواية المستملي.
(٣) في (ص): «الشرع».

<<  <  ج: ص:  >  >>